? انتقلت أميمة في عمر 11 للعيش مع عائلة زوجها الذي يكبرها بـ25 عاماً، في غرفة صغيرة. تقول إن “الخوف كان مسيطراً على مشاعري حتى وإن لم أفعل أي شي. “لأن زوجي كان قاسياً في التعامل معي والضرب بالنسبة إليه عادة يومية
كانت أميمة تحب الرسم وقد صنعت تحت السرير مرسماً خاصاً بها. اكتشف زوجها هوايتها فما كان منه إلا أن مزق كل ما رسمته ورمى ألوانها. لم يكتف بذلك.
بل أراد أن يتأكد من إنهاء هوياتها تماماً. فكسر أصابعها ليطمئن
مرت الأيام على أميمة، وتعلمت أن تكون دبلوماسية، وعادت إلى ممارسة هوايتها بالسر أيضاً، وروضت نفسها على الهدوء، لأن ابنتها بحاجة إليها ولأنها تدرك أن عليها القتال كي لا تتعرض ابنتها لما مرت هي به. تقول: “أخذت عهداً على نفسي أن صغيرتي لن يطالها ما جرى لي وتفوق ابنتي في المدرسة كان حافزاً مشجعاً لي كي أكمل معها. لقد تعلمت الرسم وكل ما ترسمه يجعلني أبكي “حزناً وفرحاً في الوقت نفسه
تضيف: “عندما صارت ابنتي في سن الـ 13 وتجاوزت المرحلة الابتدائية، تقدم شخص مقرب لزوجي لخطبة ابنتي في تلك اللحظة بدأت بتكشير أنيابي فتحولت إلى وحش بشري يلتهم كل من يحاول تعطيل حياة ابنتي، وبدأت بطرد كل من .” يجتاز عتبة منزلي لكي يطلب يدها
كان الصراع بين أميمة وزوجها وأهله في تصاعد دائم إلى أن بدأت بوادر الاستسلام تحل عليهم، فقد تركوا ابنتها وشأنها تضيف: “في كل مرة نحضر أنا وابنتي زفاف قاصر من عائلتنا، أخبرها بالمصير المشؤوم الذي سيحل بها وبأن مستقبلها زاهر كألوان لوحاتنا فكانت هذه نصائح مجدية مع ابنتي خوفا عليها من تجميل الزواج في نظرها من قبل عائلة زوجي
تنظر اليوم أميمة إلى ابنتها بفخر تشعر بحجم الإنجاز الذي قامت به هي عاشت سنوات عمرها تصارع لكي تتأقلم، ومن ثم عاشت سنوات أخرى تقاتل لتدخل ابنتها إلى الجامعة وتكمل دراستها وهكذا حصل ابنتها اليوم تشارك في المعارض الفنية والمفرح بالنسبة لها أنها تشارك معها برسمانها أيضاً. تختم حديثها ” باللهجة العراقية: “كل” جروح كلبي طابت من بنتي استلمت أول راتب لها
? زينب كاظم تبلغ من العمر 38 عاماً حالياً، وهي من محافظة ديالى، وصفت حياتها بأنها غير
موجودة أساسا، فهي عبارة عن صراع من أجل البقاء، لأنها كانت تكره ابن عمها بشكل لا يوصف لشدة مضايقته لها في طريق الذهاب إلى المدرسة والإياب منها كان دائماً يثير الفتن بين إخوانها ووالدها بأنها لم ترتد الحجاب بصورة صحيحة، أو أن خصلة من شعرها قد خرجت من الحجاب من دون دراية منها، الأمر الذي أدى الى إنهاء مسيرتها
الدراسية. وبالرغم من الكره الذي تحمله في طيات قلبها تجاهه، إلا أن التقاليد كانت قدرها
المحتوم ليكون عدو الدراسة هو شريك الحياة حيث تم تزويجها منه بالإكراه
تقول: “كنت أردد هذه الكلمات لأهلي ادفنوني ولا تزوجوني ابن عمي، لكن دون جدوى. كانت حياتي عبارة عن ضرب ثم ضرب. عانت زينب كثيرا . لم تهرب لأنها لن تترك ابنتها التي ولدتها وهي في الرابعة عشر
تقول زينب: ” في بداية الأمر كنت لا أدرك معنى الأمومة ولا أدري كيف أتصرف معها. فكيف أغمرها حناناً وأنا لا زلت أشتاق إلى أمي. بعد فترة من الزمن بدأت صغيرتي تذهب إلى المدرسة، وأحياناً حين أتعرض للضرب والتعنيف من قبل زوجي تقبل على مسح دموعي وتغمرني وتخفف من حزني ووجعي. في كل مرة كلماتها كانت الداعم الوحيد في وسط مجتمعي رجعي وكلماتها وهي صغيرة ترن في أذني إلى اليوم “ماما من أكبر اشتغل .” وأخذج ونعيش وحدنا
تضيف: “مع الوقت صغيرتي بدأت تكبر وانتقلت إلى المرحلة المتوسطة، والكابوس الذي سيطر على حياتي طرق باب حياة ابنتي، ففي إحدى زيارات أخت زوجي طلبت يد ابنتي من ولدها بحجة أن ولدها سيء السمعة والسيرة والسلوك ويتعاطى الكحول بشكل يومي، فمن أجل تربيته أرادت أن تخطب له فتاة حتى يستقل في نظرها، فوافق زوجي على الفور وتم تحديد موعد عقد القران ورأيت كيف انهارت ابنتي من البكاء وهي تستغيث بي، فأقنعتها بأن توافق على هذا العرض وفي الصباح الباكر سنذهب إلى بغداد وكنت قد شاهدت إعلان منظمة نسوية في التلفاز. بدأت بتجهيز حاجياتنا في الليل وبكل صمت انتقلت إلى بغداد وبعد معاناة وصلت إلى هذه المنظمة التي لن أنسى فضلها لأنها كانت تحميني في كل مرة من تهديدات أهلي وأهل زوجي
في المنظمة اكتشفوا أن زينب تملك موهبة الخياطة فساعدوها على فتح مشروعها الخاص، وبدأ مشوار عملها ومساعدة ابنتها على أن تكمل دراستها. وهي لن تنسى يوم احتفال ابنتها في مناسبة التعارف في كلية الطب وهي الآن طالبة ناجحة. تختم زينب حديثها: “بعد سنتين بنتي تصير دكتورة واحصد ثمار تعبي”
? كذلك فعلت حنان عبد الكاظم حسن التي هربت بأولادها وبالرغم من محاولات زوجها بأن يأخذ منها ابنتها كي يزوجها استطاعت أن تشغل الرأي العام والمنظمات المحلية والدولية كي تعيد ابنتها إليها، وهكذا حصل
شقيت حنان و تعبت وهي كانت في سن العشرين حين تطلقت. عاهدت نفسها وأولادها بأنها ستعمل كُل ما في وسعها كي تحميهم
تقول: “والله ما أخلي بنتي تعيش إلي آني عشته”
زواج القاصرات
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات وفيات الأمومة:
تقول شقيقة أسماء: “أسماء كانت تعشق المدرسة ووالدها كانت نظرته أن الفتاة أصلح لها أن تكون في البيت، وخصوصاً أن بنيتها الجسدية كانت في نظرهم مكتملة، فكانت بدينة قليلاً وتعابير جسمها قد اتضحت، ففي عمر الحادية عشرة تم تزويجها نتيجة لقرار والدنا. بعد عامين من زواجها وفي أثناء الولادة حصل لها نزيف حاد، وعلى أثره فارقت الحياة. وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قالت لنا: ليش زوجتوني آني مو قد هذا الألم”.
وتروي #سارة_جاسم وهي ناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة والطفل إحدى القصص التي رصدتها في أثناء عملها، عن فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، تعرضت لنزيف حاد في يوم دخلتها، “فقد مارس زوجها معها الجنس بطريقة وحشية، وهو يكبرها كثيراً إذ يبلغ 32 عاماً، وحسب اعتقاده، خبرته المتكررة مع النساء جعلته متأكداً من أن كل الفتيات لديهن القدرة على التحمل، وتالياً من غير الضروري أن يستجيب إلى صراخها”.
تضيف: “تعرضت الطفلة لنزيف حاد، واللافت أن العائلة تأخرت في نقلها إلى المستشفى، وحين وصلت إلى الطوارئ كانت حالتها قد ازدادت سوءاً. تم استئصال الرحم ومكثت ثلاثة أيام في المستشفى قبل أن تفارق الحياة”
بحسب منظمة save the children فإن 60 فتاة تموت يومياً و 22000 فتاة تموت سنوياً بسبب زواج القاصرات
ويؤكد د.#حسين_الحاجري في تصريح لـ “المجلة الطبية” على أن الإحصائيات تشير إلى أن أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً للفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15 — 19 في البلدان النامية هو الحمل والولادة، اذ ترتفع نسبة حدوث الاجهاض والنزيف والحمل خارج الرحم وانفجار الرحم أو انفجار المبايض
حيث لا يكون الوضع التشريحي وعظام الحوض قد اكتمل بالشكل المناسب الذي يسمح له بتحمل عملية الحمل والولادة الطبيعية
كما تزداد نسب ارتفاع ضغط الحمل وتسمم الحمل وفقر الدم وكآبة ما بعد الولادة
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات العنف ضد المرأة:
عندما يبرر أحدهم زواج القاصرات يقول: “بدي أربيها ع ايدي” فإنه بذلك يقصد سلسلة قهر وعنف نفسي وجسدي ولفظي وعاطفي وجنسي تكون فيه الضحية مضطرة للطاعة “العبودية” تحتها
وتشير تضامن منسقة تحالف “نجود”، بأن المسح قد أظهر أن القاصرات هن الأكثر تبريراً لعنف أزواجهن بمعدل 3 من كل 5 قاصرات، وحددت 7 أسباب لتبرير الزوجات ضرب أو صفع الأزواج لهن، وهي: إحراق الطعام، التجادل مع الزوج، الخروج من المنزل دون إخبار الزوج، إهمال الأطفال، إهانة الزوج، عدم إطاعة الزوج، علاقة الزوجة برجال آخرين
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات الطلاق:
46% من الإناث المطلقات و 20% من الذكور المطلقين خلال عام 2019 لم تتجاوز أعمارهم 25 عاماً
وتشير “تضامن” الى أن عدم تحديد سن أدنى للخطبة يساهم في زيادة حالات الزواج والطلاق المبكران حيث لا يوجد نص في قوانين الأحوال الشخصية النافذة في الأردن للمسلمين والمسيحيين على حد أدنى لسن الخطبة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام إستمرار حالات الزواج المبكر والقسري المفتقد للارادة والإختيار الواعي والحر، ويشكل حرماناً للفتيات من حقهن في رسم مستقبلهن، ويهدد فرصهن بالتعليم والعمل، ويحرمهن من التمتع بطفولتهن وحقوقهن، ويعرضهن لمحنة الطلاق المبكر وفي كثير من الحالات مع وجود أطفال.
تجد “تضامن” بأن الوصمة الإجتماعية التي تلاحق المرأة المطلقة (حتى لو كان الطلاق قبل الدخول)، إضافة الى الأثار الأخرى للطلاق والإلتزمات المترتبة على ذلك والمنصوص عليها في قانون الأحوال الشخصية، تدعونا جميعاً الى تفعيل الدور السابق للخطبة بإعتبارها ليست عقداً للزواج، مما يفسح المجال أمام الخاطب والمخطوبة للتعرف على بعضهما البعض، فإن إتفقا أتما إتفاقهما بعقد الزواج، وإن إختلفا عدلا عنها دون آثار أو التزامات.
? من الملام؟
يشير القاضي #رحيم_العكيلي، إلى أن “زواج القاصرات لا يزال ممارسة مقبولة اجتماعياً ودينياً وقانونياً، خصوصاً في المناطق الريفية والمناطق الأكثر فقراً لأسباب كثيرة، وتتسامح المحاكم مع هذا الأمر، فتسير خلف تطبيق نصوص قانونية تجيز زواج القاصرات، وتتساهل في العمل بها بسبب ضغوط المجتمع ورغبات أولياء الأمور”.
ويضيف: “المحاكم مضطرة إلى تصديق زواج القاصرات الذي يقع خارج المحاكم ويطلب تصديقه لاحقاً، استناداً إلى أحكام الفقه الإسلامي التي تجيز الزواج في أي سن كانت، من دون وجود حد أدنى لعمر الزواج، لأن قانون الأحوال الشخصية النافذ يحيل إلى أحكام الشريعة”.
ويشير إلى أن “معالجة هذه الظاهرة تتطلب الأخذ بحكم اتفاقية حقوق الطفل، وتعديل القوانين”.
من جهتها، تقول الحقوقية د. #بشرى_العبيدي، إن “الفتيات في هذه الأعمار الصغيرة هن ضحية أولياء أمور ورجال الدين وقانون غير رادع لهم”، موضحة أنه “ليس هناك أي إجراءات تتخذ لمنع زواج القاصرات أو تجنبه، فلا يعاقب القضاء أي ولي أمر أو أي رجل دين على هذه الجريمة”.
🔴 لماذا تطالبون بسن عمر ١٨ كعمر مناسب للزواج وعلى أي أساس اعتمدتموه؟ وبماذا يختلف سن ١٧ عن سن ١٨؟”
سن ١٨ ليس هو العمر المناسب للزواج، العمر المناسب للزواج يبدأ في مقتبل ٣٠ بناء على تجارب الغالبية، حيث أن سن العشرين يحمل الكثير من الاضطرابات الذهنية
ولكن نحن نطالب بأن يكون كحد أدنى للزواج لأنه سن خروج الطالب من المرحلة المدرسية إلى الجامعيه واختلاطه مع أقران من مختلف الثقافات واللغات وبدء مرحلة البحث الذاتي عن المعلومات، وبالتالي يمكن للطالب الاختيار باعتباره أصبح منفتحاً عقلياً على كل الاختيارات
ومن المعروف أن اختيارات النساء لشركائهن تتحسن بتقدمهن العلمي والمادي والاجتماعي
🔴 يقول: “ولنفترض أن للفتاة رغبة بالزواج، خصوصاً إذا كان شخصا أحبته”
لا مشكلة اخطبهما لبعضهما البعض وعندما يتجاوزان السن القانوني للزواج إن كانت رغبتهما لا زالت كما هي حينها يتزوجون
لكن لا يمكنك تزويجها طفلة بناءا على رغبتها، فلو طلبت منك سيارة في هذا العمر لن تلبي رغبتها بذلك، فمن واجباتك كأب أن تحمي أطفالك من رغباتهم التي توديهم إلى الهلاك
عندما ترغب فتاة صغيرة بالزواج ثق تماماً أن كل ما تعرفه عنه هو فستان أبيض جميل وحفلة صديقات وشهر عسل، ثم تنصدم من الواقع
🔴 يدعي أحدهم: “أنا أود الارتباط بفتاة واعية وقد أجد مرادي بابنة المدرسة ولا أجده بابنة الثلاثين”
هذه حجة المفلس كما يقولون، فكلنا نعرف أن النضج العقلي يرتبط بتقدم العمر بسبب ازدياد التجارب التي يمر بها الإنسان، ووجود حالات فردية لا يجعلك تضطر للزواج بقاصر، بل يجعلك تبحث عن أخرى واعية وغير قاصر
🔴 يدافع معارضي منع هذا الزواج كالنائب الأردني #صلاح_العرموطي بأنه ثقافة شعبية ولا يجب للغرب أن يدنسها
زواج القاصرات ليس أمراً ثقافياً يختلف من ثقافة إلى أخرى كما يزعمون فالجريمة جريمة حتى وإن كانت على سطح القمر
🔴 يرد أحدهم: “أطفال الغرب يمارسون الجنس، فلماذا تجرمون زواج القاصرات”
أولاً صاحب هذه المقارنة يرى أن الزواج عبارة عن جنس وليس مسؤولية صعبة موكلة على عاتق طفلة صغيرة وإنجاب أطفال عليها توفير أقصى رعاية وأقصى أساليب تربية ممكنه، لكن مجتمعاتنا نادراً ما تجد فيها عائلة لا تستخدم الضرب والعقد النفسيه كأسلوب تربية
ثانياً الغرب ليس مقياسك للأخلاق، فلو زوجوا أطفالهم لا يعني أنه أمر مقبول
ثالثاً في الغرب تكون الممارسة بين طفلين من نفس العمر وليس كما زواج القاصرات الذي يكون فرق العمر بين العريس والعروس واضحاً جداً، ورغم أن القانون يعاقب مغتصب القاصر بالإعدام إلا أنه ويا للغرابة يشرعن ذلك إذا وثق في المحكمة
كتابة: @emy_dawud
يستند المؤيدون لتزويج القاصرات، إلى الآية رقم ٤ من سورة الطلاق، “واللائي لم يحضن”
كما يستدلون بما ورد في كل من صحيح البخاري ومسلم، عن زواج عائشة وهي بنت ست سنين
بينما يرى المعترضون على أن الموافقة والقبول من بين الشروط المهمة التي لا يصح عقد الزواج بدونها، ويستدلون على ذلك بما ورد في صحيح مسلم: “لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن”
أما فيما يخص الآية، ففي تفسيره “التحرير والتنوير”، يرى الفقيه التونسي ابن عاشور، بأن هناك مراحل للمرأة لا تحيض فيها، كوقت الرضاعه مثلا وسن انقطاع الطمث، وبعض الأمراض المعروفة علمياً كالمرض الذي كان معروفاً في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكانت المرأة التي تصاب به تعرف بالضهياء، وهي بحسب ما يعرفها الفيروزآبادي في القاموس المحيط “المرأة التي لا تحيض ولا تحمل، أو تحيض ولا تحمل، أو لا ينبت ثدياها”
ما قد يؤيد تلك الرؤية، أن كلمة النساء يقصد بها الكبار فقط، فيقول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن: “والنساء اسم ينطلق على الكبار كالرجال في الذكور، واسم الرجل لا يتناول الصغير؛ فكذلك اسم النساء والمرأة لا يتناول الصغيرة”
كما أن العديد من الباحثين قد نقدوا روايات البخاري حول عمر عائشة أبرزهم كإمام الأزهر أحمد الطيب، كما أن راويي الحديث هشام بن عروة وسفيان لم يكونا من الثقات بحسب ابن حجر العسقلاني والذهبي وغيرهم
كذلك ما أورده المتقي الهندي في كتابه “كنز العمال”، عندما ذكر أنه في عهد عمر، تزوج شيخ كبير من فتاة صغيرة السن، فكرهته، ثم قتلته، فلما عرف عمر بالقصة، خطب في الناس قائلاً: “يا أيها الناس، اتقوا الله ولينكح الرجل لمته من النساء”، وكان يقصد باللمة هنا، الشبيه، بمعنى أن يتزوج الرجل المرأة التي تكافئه سناً
أيضاً فإن الكثير من علماء المسلمين المعاصرين، قد نبهوا عن زواج القاصرات، كالفقيه السعودي الشهير العثيمين، الذي قال: “الذي يظهر لي أنه من الناحية الانضباطية في الوقت الحاضر، أن يمنع الأب من تزويج ابنته مطلقاً، حتى تبلغ وتستأذن، فمنع هذا عندي في الوقت الحاضر متعين، ولكل وقت حكمه”
وكذلك الفقيه القرضاوي الذي قال: “لا بد من تحديد سن معينة، حتى لا يترك لأهواء الآباء ومصالحهم الشخصية”
? تعتبر القوانين الجعفرية للطائفة الشيعية هي الأسوأ، إذ أنها لا زالت تشرعن زواج القاصرات من سن ٩ سنوات، تليها محاكم الطوائف السنية الذي تشرعنه من سن ١٥ سنة في جميع الدول العربية باستثناء تونس التي تتبع قوانين مدنية يكون سن الزواج فيها ١٨ سنة
كتابة: #محمد_يسري
البيدوفيليا هي حب الأطفال والرغبة فيهم جنسياً.
?معالجتها:
في مشفى الشاريتيه هنا في ألمانيا، يوجد برنامج خاص لمعالجة هذا الميل باسم (لا تصبح معتدياً)، حيث يقابلون الشخص و يتم التحاور معه وسؤاله للتعرف على وضعه تماماً و من ثم تقديم العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف وضبط هذا الشعور، والعمل على عدم التصرف بناء عليه.
يقول #فريد_برلين، وهو طبيب نفسي ومدير وحدة السلوك الجنسي في جامعة جونز هوبكنز: “الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا غالباً ما يكونون في حالة إنكار لوجود مشكلة ما لديهم “
وبالتالي أولى خطوات العلاج هي أن يدرك الشخص أن هنالك مشكلة، وهو يحتاج لمساعدة ما كي يستطيع السيطرة على دوافعه ورغباته الجنسية، كما أن هناك بعض العلاجات الدوائية كمثبطات التوستوستيرون، وقد أعطت بعض مضادات الاكتئاب نتيجة مؤقتة، حيث أن تناول الكحول أو التعرض لمثيرات قد يهدد النتيجة، هناك حديث عن حقن مادة دوائية معينة في فترات محددة تعمل على تثبيط الهرمونات، وكان البديل عنها، ضمن الجدل القائم عليها، فيما إذا كانت تخترق حقوق الإنسان ومقارنة ذلك بحقوق الطفل، كان البديل عزل المعتدين ضمن السجون وتم حساب التكلفة المادية على الدول في كلتا الحالتين.
?زواج القاصرات:
وهنا أتوقف لأراجع المشهد في الشرق الأوسط، وأتجرأ لأصنف زواج القاصرات والطفلات ضمن هذا الاضطراب! كنا وما زلنا نسمع عن زيجات من بنات أعمارهن تبدأ من تسع سنوات حتى السادسة عشرة، وفي حالات أخرى سمعنا عن أعمار أصغر! وترى الرجل يتبجح بأنه اختارها صغيرة “ليربيها على إيده” كما يقولون ولا يستهجن ذلك من قبل عدد لا بأس به من أفراد المجتمع.
تم تشريع هذا الاعتداء دينياً ومجتمعياً وقانونياً، وباتت الضحية، تعتقد، وحيدة، أن هذا هو الطبيعي، وأن اعتراضها، إذا اعترضت، هو خروج عن الدين أو عن التقاليد، غسيل أدمغة مكثف لقبول الاعتداء، تماماً كما تختبئ الأنثى ضحية الاغتصاب، كونها بنظر المجتمع هي التي لم تحتشم في لباسها أو خرجت بمفردها، فتسببت بأذية نفسها وتتحول الضحية إلى متهمة. وفي مثل هذه الحالات، لا توجد محاولة لمعالجة الشخص أو الحد من سلوكه، لا بل ونباركه ونقيم الحفلات احتفاء به!
من جهة أخرى وضمن هذه الحقائق، وفي حالة وجودنا في بلاد غريبة نحتاج فيها للدفء ولجو العائلة، بتنا نحتار كيف نضبط هذا الخط الفاصل بين تقبل المودة واللمس والاحتضان من الأصدقاء والمقربين لأطفالنا، وبين خوفنا من لحظة نغفل فيها عن لمسة من معتد لفلذات أكبادنا.
اليوم، صرت أفهم من يقول: هذا العالم لا ينبغي له أن يحظى بالمزيد من الأطفال.. ولكن ….
كتابة: #رشا_الخضراء على @raseef22
? “بعد سنتين بنتي تصير دكتورة واحصد ثمار تعبي”
زینب کاظم تبلغ من العمر 38 عاماً حالياً، وصفت حياتها بأنها غير موجودة أساساً، فهي عبارة عن صراع من أجل البقاء، لأنها كانت تكره ابن عمها بشكل لا يوصف لشدة مضايقته لها في طريق الذهاب إلى المدرسة والإياب منها.
كان دائماً يثير الفتن بين إخوانها ووالدها بأنها لم ترتد الحجاب بصورة صحيحة، أو أن خصلة من شعرها قد خرجت من الحجاب من دون دراية منها، الأمر الذي أدى الى إنهاء مسيرتها الدراسية. وبالرغم من الكره الذي تحمله في طيات قلبها تجاهه، إلا أن التقاليد كانت قدرها المحتوم ليكون عدو الدراسة هو شريك الحياة حيث تم تزويجها منه بالإكراه.
تقول: “كنت أردد هذه الكلمات لأهلي “ادفنوني ولا تزوجوني ابن عمي”، لكن دون جدوى. كانت حياتي عبارة عن ضرب ثم ضرب”. عانت زينب كثيرا. لم تهرب لأنها لن تترك ابنتها التي ولدتها وهي في الرابعة عشر.
تقول زينب: “في بداية الأمر كنت لا أدرك معنى الأمومة، ولا أدري كيف أتصرف معها، فكيف أغمرها حناناً وأنا لا زلت أشتاق إلى أمي. بعد فترة من الزمن بدأت صغيرتي تذهب إلى المدرسة، وأحياناً حين أتعرض للضرب والتعنيف من قبل زوجي تقبل على مسح دموعي وتغمرني وتخفف من حزني ووجعي. في كل مرة كلماتها كانت الداعم الوحيد في وسط مجتمعي رجعي، وكلماتها وهي صغيرة ترن في أذني إلى اليوم “ماما من أكبر اشتغل وأخذج ونعيش وحدنا””.
تضيف: “مع الوقت صغيرتي بدأت تكبر وانتقلت إلى المرحلة المتوسطة، والكابوس الذي سيطر على حياتي طرق باب حياة ابنتي، ففي إحدى زيارات أخت زوجي طلبت يد ابنتي من ولدها بحجة أن ولدها سيء السمعة والسيرة والسلوك ويتعاطى الكحول بشكل يومي، فمن أجل تربيته أرادت أن تخطب له فتاة حتى يستقل في نظرها، فوافق زوجي على الفور وتم تحديد موعد عقد القران، ورأيت كيف انهارت ابنتي من البكاء وهي تستغيث بي فأقنعتها بأن توافق على هذا العرض وفي الصباح الباكر سنذهب إلى بغداد وكنت قد شاهدت إعلان منظمة نسوية في التلفاز. بدأت بتجهيز حاجياتنا في الليل وبكل صمت انتقلت إلى بغداد وبعد معاناة وصلت إلى هذه المنظمة التي لن أنسى فضلها لأنها كانت تحميني في كل مرة من تهديدات أهلي وأهل زوجي.
في المنظمة اكتشفوا أن زينب تملك موهبة الخياطة، فساعدوها على فتح مشروعها الخاص، وبدأ مشوار عملها ومساعدة ابنتها على أن تكمل دراستها. وهي لن تنسى يوم احتفال ابنتها في مناسبة التعارف في كلية الطب، وهي الآن طالبة ناجحة. تختم زینب حديثها : “بعد سنتين بنتي تصير دكتورة واحصد ثمار تعبي”.
? “كل جروح قلبي طابت لما بنتي استلمت أول راتب لها”
انتقلت أميمة في عمر 11 للعيش مع عائلة زوجها الذي يكبرها بـ25 عاماً، في غرفة صغيرة. تقول إن ” الخوف كان مسيطراً على مشاعري حتى وإن لم أفعل أي شي، لأن زوجي كان قاسيا في التعامل معي والضرب بالنسبة إليه عادة يومية”.
كانت أميمة تحب الرسم، وقد صنعت تحت السرير مرسماً خاصاً بها، اكتشف زوجها هوايتها فما كان منه إلا أن مزق كل ما رسمته ورمى ألوانها. لم يكتف بذلك، بل أراد أن يتأكد من إنهاء هوياتها تماماً، فكسر أصابعها ليطمئن.
مرت الأيام على أميمة، وتعلمت أن تكون دبلوماسية، وعادت إلى ممارسة هوايتها بالسر أيضاً، وروضت نفسها على الهدوء، لأن ابنتها بحاجة إليها ولأنها تدرك أن عليها القتال كي لا تتعرض ابنتها لما مرت هي به، تقول: “أخذت عهداً على نفسي أن صغيرتي لن يطالها ما جرى لي، وتفوق ابنتي في المدرسة كان حافزاً مشجعاً لي كي أكمل معها، لقد تعلمت الرسم وكل ما ترسمه يجعلني أبكي حزناً وفرحاً في الوقت نفسه”.
تضيف: “عندما صارت ابنتي في سن الـ13، وتجاوزت المرحلة الابتدائية، تقدم شخص مقرب لزوجي لخطبة ابنتي، في تلك اللحظة بدأت بتكشير أنيابي فتحولت إلى وحش بشري يلتهم كل من يحاول تعطيل حياة ابنتي، وبدأت بطرد كل من يجتاز عتبة منزلي لكي يطلب يدها”، كان الصراع بين أميمة وزوجها وأهله في تصاعد دائم إلى أن بدأت بوادر الاستسلام تحل عليهم، فقد تركوا ابنتها وشأنها.
تضيف: “في كل مرة نحضر أنا وابنتي زفاف قاصر من عائلتنا، أخبرها بالمصير المشؤوم الذي سيحل بها إن تزوجت وبأن مستقبلها زاهر كألوان لوحاتنا، فكانت هذه نصائح مجدية مع ابنتي خوفاً عليها من تجميل الزواج في نظرها من قبل عائلة زوجي”.
تنظر اليوم أميمة إلى ابنتها بفخر، تشعر بحجم الإنجاز الذي قامت به، هي عاشت سنوات عمرها تصارع لكي تتأقلم، ومن ثم عاشت سنوات أخرى تقاتل لتدخل ابنتها إلى الجامعة وتكمل دراستها وهكذا حصل. ابنتها اليوم تشارك في المعارض الفني ، والمفرح بالنسبة لها أنها تشارك معها برسماتها أيضا. تختم حديثها: “كل جروح قلبي طابت لما بنتي استلمت أول راتب لها”.
? “والله ما أخلي بنتي تعيش إلي أني عشته”
كذلك فعلت حنان عبد الكاظم حسن التي هربت بأولادها، وبالرغم من محاولات زوجها بأن يأخذ منها ابنتها كي يزوجها، استطاعت أن تشغل الرأي العام والمنظمات المحلية والدولية كي تعيد ابنتها إليها، وهكذا حصل.
شقيت حنان وتعبت وهي كانت في سن العشرين حين تطلقت. عاهدت نفسها وأولادها بأنها ستعمل كل ما في وسعها كي تحميهم، تقول: “والله ما أخلي بنتي تعيش إلي أني عشته”.
كتابة: @raseef22
البيدوفيليا هي حب الأطفال والرغبة فيهم جنسياً.
?معالجتها:
في مشفى الشاريتيه هنا في ألمانيا، يوجد برنامج خاص لمعالجة هذا الميل باسم (لا تصبح معتدياً)، حيث يقابلون الشخص و يتم التحاور معه وسؤاله للتعرف على وضعه تماماً و من ثم تقديم العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف وضبط هذا الشعور، والعمل على عدم التصرف بناء عليه.
يقول #فريد_برلين، وهو طبيب نفسي ومدير وحدة السلوك الجنسي في جامعة جونز هوبكنز: “الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا غالباً ما يكونون في حالة إنكار لوجود مشكلة ما لديهم “وبالتالي أولى خطوات العلاج هي أن يدرك الشخص أن هنالك مشكلة، وهو يحتاج لمساعدة ما كي يستطيع السيطرة على دوافعه ورغباته الجنسية، كما أن هناك بعض العلاجات الدوائية كمثبطات التوستوستيرون، وقد أعطت بعض مضادات الاكتئاب نتيجة مؤقتة، حيث أن تناول الكحول أو التعرض لمثيرات قد يهدد النتيجة، هناك حديث عن حقن مادة دوائية معينة في فترات محددة تعمل على تثبيط الهرمونات، وكان البديل عنها، ضمن الجدل القائم عليها، فيما إذا كانت تخترق حقوق الإنسان ومقارنة ذلك بحقوق الطفل، كان البديل عزل المعتدين ضمن السجون وتم حساب التكلفة المادية على الدول في كلتا الحالتين.
?زواج القاصرات:
وهنا أتوقف لأراجع المشهد في الشرق الأوسط، وأتجرأ لأصنف زواج القاصرات والطفلات ضمن هذا الاضطراب! كنا وما زلنا نسمع عن زيجات من بنات أعمارهن تبدأ من تسع سنوات حتى السادسة عشرة، وفي حالات أخرى سمعنا عن أعمار أصغر! وترى الرجل يتبجح بأنه اختارها صغيرة “ليربيها على إيده” كما يقولون ولا يستهجن ذلك من قبل عدد لا بأس به من أفراد المجتمع.
تم تشريع هذا الاعتداء دينياً ومجتمعياً وقانونياً، وباتت الضحية، تعتقد، وحيدة، أن هذا هو الطبيعي، وأن اعتراضها، إذا اعترضت، هو خروج عن الدين أو عن التقاليد، غسيل أدمغة مكثف لقبول الاعتداء، تماماً كما تختبئ الأنثى ضحية الاغتصاب، كونها بنظر المجتمع هي التي لم تحتشم في لباسها أو خرجت بمفردها، فتسببت بأذية نفسها وتتحول الضحية إلى متهمة. وفي مثل هذه الحالات، لا توجد محاولة لمعالجة الشخص أو الحد من سلوكه، لا بل ونباركه ونقيم الحفلات احتفاء به!
من جهة أخرى وضمن هذه الحقائق، وفي حالة وجودنا في بلاد غريبة نحتاج فيها للدفء ولجو العائلة، بتنا نحتار كيف نضبط هذا الخط الفاصل بين تقبل المودة واللمس والاحتضان من الأصدقاء والمقربين لأطفالنا، وبين خوفنا من لحظة نغفل فيها عن لمسة من معتد لفلذات أكبادنا.اليوم، صرت أفهم من يقول: هذا العالم لا ينبغي له أن يحظى بالمزيد من الأطفال.. ولكن ….
كتابة: #رشا_الخضراء على @raseef22
يستند المؤيدون لتزويج القاصرات، إلى الآية رقم ٤ من سورة الطلاق، “واللائي لم يحضن”
كما يستدلون بما ورد في كل من صحيح البخاري ومسلم، عن زواج عائشة وهي بنت ست سنين
بينما يرى المعترضون على أن الموافقة والقبول من بين الشروط المهمة التي لا يصح عقد الزواج بدونها، ويستدلون على ذلك بما ورد في صحيح مسلم: “لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن”
أما فيما يخص الآية، ففي تفسيره “التحرير والتنوير”، يرى الفقيه التونسي ابن عاشور، بأن هناك مراحل للمرأة لا تحيض فيها، كوقت الرضاعه مثلا وسن انقطاع الطمث، وبعض الأمراض المعروفة علمياً كالمرض الذي كان معروفاً في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكانت المرأة التي تصاب به تعرف بالضهياء، وهي بحسب ما يعرفها الفيروزآبادي في القاموس المحيط “المرأة التي لا تحيض ولا تحمل، أو تحيض ولا تحمل، أو لا ينبت ثدياها”
ما قد يؤيد تلك الرؤية، أن كلمة النساء يقصد بها الكبار فقط، فيقول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن: “والنساء اسم ينطلق على الكبار كالرجال في الذكور، واسم الرجل لا يتناول الصغير؛ فكذلك اسم النساء والمرأة لا يتناول الصغيرة”
كما أن العديد من الباحثين قد نقدوا روايات البخاري حول عمر عائشة أبرزهم كإمام الأزهر أحمد الطيب، كما أن راويي الحديث هشام بن عروة وسفيان لم يكونا من الثقات بحسب ابن حجر العسقلاني والذهبي وغيرهم
كذلك ما أورده المتقي الهندي في كتابه “كنز العمال”، عندما ذكر أنه في عهد عمر، تزوج شيخ كبير من فتاة صغيرة السن، فكرهته، ثم قتلته، فلما عرف عمر بالقصة، خطب في الناس قائلاً: “يا أيها الناس، اتقوا الله ولينكح الرجل لمته من النساء”، وكان يقصد باللمة هنا، الشبيه، بمعنى أن يتزوج الرجل المرأة التي تكافئه سناً
أيضاً فإن الكثير من علماء المسلمين المعاصرين، قد نبهوا عن زواج القاصرات، كالفقيه السعودي الشهير العثيمين، الذي قال: “الذي يظهر لي أنه من الناحية الانضباطية في الوقت الحاضر، أن يمنع الأب من تزويج ابنته مطلقاً، حتى تبلغ وتستأذن، فمنع هذا عندي في الوقت الحاضر متعين، ولكل وقت حكمه”
وكذلك الفقيه القرضاوي الذي قال: “لا بد من تحديد سن معينة، حتى لا يترك لأهواء الآباء ومصالحهم الشخصية”
? تعتبر القوانين الجعفرية للطائفة الشيعية هي الأسوأ، إذ أنها لا زالت تشرعن زواج القاصرات من سن ٩ سنوات، تليها محاكم الطوائف السنية الذي تشرعنه من سن ١٥ سنة في جميع الدول العربية باستثناء تونس التي تتبع قوانين مدنية يكون سن الزواج فيها ١٨ سنة
كتابة: #محمد_يسري
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات وفيات الأمومة:
تقول شقيقة أسماء: “أسماء كانت تعشق المدرسة ووالدها كانت نظرته أن الفتاة أصلح لها أن تكون في البيت، وخصوصاً أن بنيتها الجسدية كانت في نظرهم مكتملة، فكانت بدينة قليلاً وتعابير جسمها قد اتضحت، ففي عمر الحادية عشرة تم تزويجها نتيجة لقرار والدنا. بعد عامين من زواجها وفي أثناء الولادة حصل لها نزيف حاد، وعلى أثره فارقت الحياة. وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قالت لنا: ليش زوجتوني آني مو قد هذا الألم”.
وتروي #سارة_جاسم وهي ناشطة ومدافعة عن حقوق المرأة والطفل إحدى القصص التي رصدتها في أثناء عملها، عن فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، تعرضت لنزيف حاد في يوم دخلتها، “فقد مارس زوجها معها الجنس بطريقة وحشية، وهو يكبرها كثيراً إذ يبلغ 32 عاماً، وحسب اعتقاده، خبرته المتكررة مع النساء جعلته متأكداً من أن كل الفتيات لديهن القدرة على التحمل، وتالياً من غير الضروري أن يستجيب إلى صراخها”.تضيف: “كان هدفه إثبات رجولته أمام عائلته ليلة الزواج، وأمام ذويه، على حساب طفلة بريئة، إلا أن الأسوأ حصل لها. تعرضت الطفلة لنزيف حاد، واللافت أن العائلة تأخرت في نقلها إلى المستشفى، وحين وصلت إلى الطوارئ كانت حالتها قد ازدادت سوءاً. تم استئصال الرحم ومكثت ثلاثة أيام في المستشفى قبل أن تفارق الحياة”
بحسب إحصائيات اليونسيف، وفق آخر تقرير أصدرته في هذا السياق ويعود للعام 2018، فإن 12 مليون فتاة حول العالم يتزوجن دون عمر الـ18 سنة حول العالم
ووفقاً لمنظمة save the children فإن 60 فتاة تموت يومياً و 22000 فتاة تموت سنوياً بسبب زواج القاصرات
ويؤكد د.#حسين_الحاجري في تصريح لـ “المجلة الطبية” على أن الإحصائيات تشير إلى أن أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً للفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15 — 19 في البلدان النامية هو الحمل والولادة، اذ ترتفع نسبة حدوث الاجهاض والنزيف والحمل خارج الرحم وانفجار الرحم أو انفجار المبايض
حيث لا يكون الوضع التشريحي وعظام الحوض قد اكتمل بالشكل المناسب الذي يسمح له بتحمل عملية الحمل والولادة الطبيعية
كما تزداد نسب ارتفاع ضغط الحمل وتسمم الحمل وفقر الدم وكآبة ما بعد الولادة
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات العنف ضد المرأة:
عندما يبرر أحدهم زواج القاصرات يقول: “بدي أربيها ع ايدي” فإنه بذلك يقصد سلسلة قهر وعنف نفسي وجسدي ولفظي وعاطفي وجنسي تكون فيه الضحية مضطرة للطاعة “العبودية” تحتها
وتشير تضامن منسقة تحالف “نجود”، بأن المسح قد أظهر أن القاصرات هن الأكثر تبريراً لعنف أزواجهن بمعدل 3 من كل 5 قاصرات، وحددت 7 أسباب لتبرير الزوجات ضرب أو صفع الأزواج لهن، وهي: إحراق الطعام، التجادل مع الزوج، الخروج من المنزل دون إخبار الزوج، إهمال الأطفال، إهانة الزوج، عدم إطاعة الزوج، علاقة الزوجة برجال آخرين
? الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات الطلاق:
46% من الإناث المطلقات و 20% من الذكور المطلقين خلال عام 2019 لم تتجاوز أعمارهم 25 عاماً
وتشير “تضامن” الى أن عدم تحديد سن أدنى للخطبة يساهم في زيادة حالات الزواج والطلاق المبكران حيث لا يوجد نص في قوانين الأحوال الشخصية النافذة في الأردن للمسلمين والمسيحيين على حد أدنى لسن الخطبة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام إستمرار حالات الزواج المبكر والقسري المفتقد للارادة والإختيار الواعي والحر، ويشكل حرماناً للفتيات من حقهن في رسم مستقبلهن، ويهدد فرصهن بالتعليم والعمل، ويحرمهن من التمتع بطفولتهن وحقوقهن، ويعرضهن لمحنة الطلاق المبكر وفي كثير من الحالات مع وجود أطفال.
تجد “تضامن” بأن الوصمة الإجتماعية التي تلاحق المرأة المطلقة (حتى لو كان الطلاق قبل الدخول)، إضافة الى الأثار الأخرى للطلاق والإلتزمات المترتبة على ذلك والمنصوص عليها في قانون الأحوال الشخصية، تدعونا جميعاً الى تفعيل الدور السابق للخطبة بإعتبارها ليست عقداً للزواج، مما يفسح المجال أمام الخاطب والمخطوبة للتعرف على بعضهما البعض، فإن إتفقا أتما إتفاقهما بعقد الزواج، وإن إختلفا عدلا عنها دون آثار أو التزامات.
? من الملام؟
يشير القاضي #رحيم_العكيلي، إلى أن “زواج القاصرات لا يزال ممارسة مقبولة اجتماعياً ودينياً وقانونياً، خصوصاً في المناطق الريفية والمناطق الأكثر فقراً لأسباب كثيرة، وتتسامح المحاكم مع هذا الأمر، فتسير خلف تطبيق نصوص قانونية تجيز زواج القاصرات، وتتساهل في العمل بها بسبب ضغوط المجتمع ورغبات أولياء الأمور”.
ويضيف: “المحاكم مضطرة إلى تصديق زواج القاصرات الذي يقع خارج المحاكم ويطلب تصديقه لاحقاً، استناداً إلى أحكام الفقه الإسلامي التي تجيز الزواج في أي سن كانت، من دون وجود حد أدنى لعمر الزواج، لأن قانون الأحوال الشخصية النافذ يحيل إلى أحكام الشريعة”.
ويشير إلى أن “معالجة هذه الظاهرة تتطلب الأخذ بحكم اتفاقية حقوق الطفل، وتعديل القوانين”.
من جهتها، تقول الحقوقية د. #بشرى_العبيدي، إن “الفتيات في هذه الأعمار الصغيرة هن ضحية أولياء أمور ورجال الدين وقانون غير رادع لهم”، موضحة أنه “ليس هناك أي إجراءات تتخذ لمنع زواج القاصرات أو تجنبه، فلا يعاقب القضاء أي ولي أمر أو أي رجل دين على هذه الجريمة”.
كتابة: @emy.dawud و @raseef22
? لماذا تطالبون بسن عمر ١٨ كعمر مناسب للزواج وعلى أي أساس اعتمدتموه؟ وبماذا يختلف سن ١٧ عن سن ١٨؟”
سن ١٨ ليس هو العمر المناسب للزواج، العمر المناسب للزواج يبدأ في مقتبل ٣٠ بناء على تجارب الغالبية، حيث أن سن العشرين يحمل الكثير من الاضطرابات الذهنية
ولكن نحن نطالب بأن يكون كحد أدنى للزواج لأنه سن خروج الطالب من المرحلة المدرسية إلى الجامعيه واختلاطه مع أقران من مختلف الثقافات واللغات وبدء مرحلة البحث الذاتي عن المعلومات، وبالتالي يمكن للطالب الاختيار باعتباره أصبح منفتحاً عقلياً على كل الاختيارات
ومن المعروف أن اختيارات النساء لشركائهن تتحسن بتقدمهن العلمي والمادي والاجتماعي
? يقول: “ولنفترض أن للفتاة رغبة بالزواج، خصوصاً إذا كان شخصا أحبته”
لا مشكلة اخطبهما لبعضهما البعض وعندما يتجاوزان السن القانوني للزواج إن كانت رغبتهما لا زالت كما هي حينها يتزوجون
لكن لا يمكنك تزويجها طفلة بناءا على رغبتها، فلو طلبت منك سيارة في هذا العمر لن تلبي رغبتها بذلك، فمن واجباتك كأب أن تحمي أطفالك من رغباتهم التي توديهم إلى الهلاك
عندما ترغب فتاة صغيرة بالزواج ثق تماماً أن كل ما تعرفه عنه هو فستان أبيض جميل وحفلة صديقات وشهر عسل، ثم تنصدم من الواقع
? يدعي أحدهم: “أنا أود الارتباط بفتاة واعية وقد أجد مرادي بابنة المدرسة ولا أجده بابنة الثلاثين”
هذه حجة المفلس كما يقولون، فكلنا نعرف أن النضج العقلي يرتبط بتقدم العمر بسبب ازدياد التجارب التي يمر بها الإنسان، ووجود حالات فردية لا يجعلك تضطر للزواج بقاصر، بل يجعلك تبحث عن أخرى واعية وغير قاصر
? يدافع معارضي منع هذا الزواج كالنائب الأردني #صلاح_العرموطي بأنه ثقافة شعبية ولا يجب للغرب أن يدنسها
زواج القاصرات ليس أمراً ثقافياً يختلف من ثقافة إلى أخرى كما يزعمون فالجريمة جريمة حتى وإن كانت على سطح القمر
? يرد أحدهم: “أطفال الغرب يمارسون الجنس، فلماذا تجرمون زواج القاصرات”
أولاً صاحب هذه المقارنة يرى أن الزواج عبارة عن جنس وليس مسؤولية صعبة موكلة على عاتق طفلة صغيرة وإنجاب أطفال عليها توفير أقصى رعاية وأقصى أساليب تربية ممكنه، لكن مجتمعاتنا نادراً ما تجد فيها عائلة لا تستخدم الضرب والعقد النفسيه كأسلوب تربية
ثانياً الغرب ليس مقياسك للأخلاق، فلو زوجوا أطفالهم لا يعني أنه أمر مقبول
ثالثاً في الغرب تكون الممارسة بين طفلين من نفس العمر وليس كما زواج القاصرات الذي يكون فرق العمر بين العريس والعروس واضحاً جداً، ورغم أن القانون يعاقب مغتصب القاصر بالإعدام إلا أنه ويا للغرابة يشرعن ذلك إذا وثق في المحكمة
كتابة: @emy.dawud