الاستلاب العقائدي
❤️ لماذا ليس لأمهاتنا صديقات؟
حين كنت مراهقة، أبحث بفضول في صور العائلة وأوراقها وأسرارها، وجدت صورًا وضعتها ماما جانبًا ودفاتر مذكرات مزركشة وأوتوغراف، على الأغلب لم يكن يحق لي أن أقلب فيها، ولكني فعلت. ماما، التي تجاوز عمرها الستين، ما زالت تحتفظ بصورها من رحلاتها مع صديقاتها حين كانت في العشرين، ترتدي فيها بنطال شارلستون وقميصًا ملونًا، يرقصن ويغنين ويجبن المدن، ويكتبن رسائلهن اللطيفة عن صداقات كانت ستدوم إلى الأبد.
تتذكرهن هي واحدة واحدة، لكني لا أعرف أيًا منهن. لم أتساءل قبلها لما ليس لأمي صديقات تزورنا، ظننت أن كل الأمهات كذلك؛ وحيدات. لا تعرف ما حل بهن.
أقارب اليوم على الثلاثين، وأدرك الآن أنها قضت سنينها دونهن لأن العالم حولها لم يعط أولوية لتلك الصداقات، وافترض أن نساء جيلها عليهن فناء حياتهن من أجل العائلة فقط، ولحظات الفرح والرقص ورسائل المودة تلك كلها ثانوية. ثم إنهن لم يكن لديهن سلطة حقيقية على حياتهن الاجتماعية، فتخلين عنها وعن أنفسهن تدريجيًا.
كما أن المجتمع يلقننا، أن النساء لا يستطعن تطوير صداقات حقيقية بسبب تنافسية سامة ما، وغيرة وحسد، ويرددون أن المرأة عدوة المرأة صبحًا وعشاء. وبالفعل، تجدنا أحيانًا نشعر بالتهديد من النساء الأخريات بفعل هذه الصور النمطية، الحقيقة أنه ليس أصيلًا فينا، ومن تجد نفسها في صداقة ذات معنى أو في مجموعة نسائية داعمة، ستفهم أننا لسنا كذلك جوهريًا؛ بل على العكس تمامًا.
تتساءل كاتبة كندية في مقال عما لو كانت حياتنا ستتحسن لو جاورنا أصدقاءنا. لو كانت النزهة معهم في الحي على بعد مكالمة واحدة، وحفلات العشاء دون عناء التنسيق المطول. أو لو كانوا على استعداد للقيام بدور العائلة، والاعتناء بالأطفال أو المساعدة في أعمال المنزل.
فكرت مليًا بما كتبته، وتذكرت أن للنساء في مجتمعاتنا العربية مقاربة مختلفة؛ نحن لا نجاور الصديقات بالضرورة، بل اعتدنا مصادقة الجارات. تتبادل الجارات الزيارات تقليديًا، دون تنسيق، ويجتمعن دائمًا، لتكون “قعدات النسوان” منفسهن الوحيد للصداقات اللواتي حرمن منها، ومتسعًا ليكن حاضرات في المجال العام، فيشاركن أخبار الحي، وآراءهن، ويطمئن على المرضى ويواسين الفاقدين ويباركن للناجحين. تغدو الأم منهن أمًا لكل أطفال الجيران الذين يلعبون حذا منزلها، وأختًا وبئر أسرار لأخواتها جميعًا.
وبين الاحتمالين، ضعنا نحن. لم تعد علاقات الجيرة بمعناها التقليدي، والصداقات أصبحت أعقد كثيرًا من نزهة نرتبها سريعًا.
❤️ لماذا يجب أن تكون الصداقات أولوية؟
أفهم وحدتها الآن، لأن لدي امتيازًا فاتها. أجد اليوم نفسي محاطة بصديقات محبات أنعمت علي الحياة بهن على مدار حياتي، منذ المدرسة الابتدائية وحتى اليوم، ولن أبدلهن بالعالم. فهذه رسالة حب وامتنان خالصة لهن، ودعوة لكل النساء لإتاحة متسع في حياتهن من أجل كل هذا الحب.
فعند الشعور بالضيق، تبحث النساء تلقائيًا عن مساحة للبوح والطمأنينة، يتحدثن فيها عن مشاعرهن وأسرارهن؛ عن الحب والفرح والذنب والصدمات النفسية. لذلك تجدهن يبحثن عن تلك المساحة في دوائر آمنة يخترنها- إن كانت لديهن رفاهية الاختيار- أو مع صديقات مؤقتات في المساحات النسائية العامة كاجتماعات العمل وصالونات الشعر والأظافر والعيادات. يتبادلن الحديث والنصائح والدعم، وحتى التحذيرات؛ كأن تحذرنا زميلة في العمل من متحرش أذى واحدة منا، فيغدو كأنه أذانا جميعًا.
سهلت علي صديقاتي أن أحب نفسي، وأعبر عنها، وأن أزهر حين تترك كل واحدة منهن أثرها علي، وجعلن الغربة أقل مرارة، والوطن منزلًا أجمل، وسخرن أنفسهن لحمايتي، ومرافقتي في أحلك الظروف وأحلاها وفي رحل الاستكشاف والمغامرة والفرح، ولذلك لا أبدلهن بالعالم وأحاول قدر المستطاع رد الجميل.
لم تكن الصداقات النسائية أولوية لدي دومًا، لكن حالما نعمت بصديقتي المقربة الأولى، فهمت أنني يجب أن أناضل لأجعلها أولوية طوال العمر. وأدرك الآن أن الأمر يحتاج التزامًا حقيقيًا، وجهدًا ووعيًا للحفاظ عليها، وهو فعلًا يستحق ذلك الجهد، لأن صداقتنا طوق نجاة حقيقي في هذا العالم.
لا أعتقد أن لدي حاجة أعمق من حاجتي للصداقات النسائية، لذا نضطر جميعًا للتحايل الدائم على المجتمع الذي لم يترك مجالًا لنا ولا مكانًا آمنًا لتشكيلها، ويشكك دومًا في جدواها. علاوةً على أن تلك الصداقات مساحة للبوح، هي أيضًا براح لنشعر أننا مرئيات؛ آراؤنا ومشاعرنا مهمة، ونستطيع تشكيل شبكات حماية ومساندة تخصنا.
❤️ كيف يكون النضال من أجلها؟
يقال إن الأختية ليست تعاطفًا رخوًا؛ هي العلاقات الوحيدة التي تبدأ وتستمر بخيار واع، نختار فيها نساء نشاركهن الحياة، في علاقة نكون فيها متساويات، لا لواحدة منا سلطة على الأخرى؛ أدوارنا متبادلة، والثقة متبادلة، وتسامحنا ليس له نهاية. والصداقة لا تعني التماثل، فهي تتطلب فهمًا عميقًا وتعاطفًا تجاه اختلافاتنا وتجاربنا المشتركة على حد سواء، وفهمًا لامتيازات كل واحدة منا والاضطهاد الذي تعرضت له. لذا، أساس البحث عن “أخت” مختارة في هذا العالم هو المراوحة بين الاحتضان والمساندة؛ بين القوة والهشاشة.
كل هذا الحب هو نضال سياسي اجتماعي نسوي.
لتستمر هذه الصداقات، نحتاج ارتداء قبعات مختلفة. تجدنا أحيانًا نلجأ للصديقات بمشاعر أختية، أو بمشاعر طفولة ومغامرة، وأحيانًا أخرى نرتدي قبعة الأم البديلة، أو أمينة السر، أو حتى الحارسة الشخصية. المهم أن نكون دومًا موجودات ونفتح قلوبنا على وسعها. وأجمل ما في الأمر أن النساء معتادات فقط على تقديم الرعاية والحب للجميع، لا استقبالهما. لكن في الصداقات؟ الرعاية والحب متبادلان.
نرى ذلك في شكل الصداقة اليومي، كأن تعلمني صديقتي السباحة، وحين أفشل، تحملني في البركة لأجرب شعور انسياب المياه. وكأن أقضي ساعات أسرح شعرها، لأنها سبق وسرحت لي شعري، أن أحب طفلها كما لو كنت أمًا له، وأن أعرف أنني حين أتصل بها، ستفتح لي باب منزلها لتضمني وأبكي، وأعرف أن بضع ساعات نسترقها وسط انشغالات الحياة كفيلة بإصلاح مزاجينا لأسابيع. وأعرف أنني وإياها نتشارك الحلم ذاته، وأننا سندعم بعضنا إلى ما لا نهاية.
كتابة: #لما_رباح على @khateera__
🔴 هل النساء بطبعهن ثرثارات ويفشين الأسرار؟
رغم أننا غالبا ننظر للنميمة على أنها فعل غير أخلاقي، نسبه كثيرون للنساء باختلاف أعمارهن، ويرجع ذلك البعض لأنهن يمتلكن وقت فراغ أطول؛ فإن هذا الاعتقاد يخالف الحقيقة التي استنتجتها الدراسات البحثية
حيث استند تقرير منشور لموقع سايدج (SAGE) لدراسات علم النفس الاجتماعي وعلوم الشخصية؛ إلى بيانات من خمس دراسات، إذ تبين أن الرجال يقضون في المتوسط 76 دقيقة في اليوم مع أصدقائهم أو زملائهم في العمل للنميمة، مقارنة بـ 52 دقيقة فقط للنساء
🔴 هل النساء بطبعهن يملن للكيد واختلاق المشاكل المنزلية؟
ترى الفيلسوفة الوجودية #سيمون_دي_بوفوار أن المشاكل المنزلية التي تصنعها النساء هي الثمن الذي يدفعه الذكور نتيجةً لتفريغهم المرأة من حقوقها وطموحها وحرمانها الوعي والثقافة وهي نفس الصفات التي ستظهر للرجال لو أنهم كانوا هم من حبسوا بالمنازل
فالنفس إن لم تشغلها بالأعمال الجيده أشغلتك بالأعمال السيئة والسخيفة
وعندها يتحول طموح المرأة إلى إرضاء للمجتمع ونجاحات وهمية
الإنسان القوي يواجه، لا يكيد إلا الضعيف، والمرأة في مجتمع ذكوري هي ضعيفة بلا شك وهو الشيء الذي يجعلها تدبر المكائد لتحصل على غاياتها، وهي صفة لا تنحصر على النساء فقط، فالمكر في هذه المجتمعات مرتبط بالرجال وهي صفة توازي صفة الكيد
صفات المرأة هذه تخدم المجتمع الذكوري وتبعد النساء عن ميادين العلم والعمل والسياسة وتبعدهن عن الإستقلال وبالتالي التحرر من قيودهن، لذلك دأبت المجتمعات الذكورية على ترسيخ هذه الصورة النمطية عن المرأة في الإعلام والخطب الدينية وتربية البنات منذ طفولتهن، حتى أصبحت غالبية النساء تؤمن إيماناً جازماً بأنها هكذا ولا يخجلن من تمثيل تلك السلوكيات عبر الشاشات أو أن يحيينها حقيقةً للأسف
الخطوة الأولى للتغيير تقع على عاتق العائلات بتربية أبنائهم وبناتهن على علو الهمة والهدف والمواجهة بدلا من تربيتهن/م على الغيبة والنميمة والقيل والقال والألاعيب الخفية
كتابة: @emy_dawud
تقول #نوال_السعداوي: “إن المجتمع لا يستطيع أن يعترف أن المرأه يمكن أن تتفوق وتنبغ دون أن تتحول إلى رجل، فالتفوق والنبوغ في نظر المجتمع صفة للرجل فحسب، فإذا ما أثبتت امرأه ما نبوغها بما لا يدع مجالاً للشك إعترف المجتمع بنبوغها وسحب منها شخصيتها كامرأة وضمها إلى جنس الرجال”
ولعل الجميع ما انفك يذكر التصريح الشهير الذي أطلقته نائبة سابقة في وجه زملائها الرجال، مؤكدة أنها “الرجل الوحيد” في المجلس، متبرئة من فكرة الأنوثة من أساسها باعتبارها قرينة على الضعف والتخاذل
فثمة فئة من النساء ماتزال تفكر وتتصرف وفق منطق ذكوري محض، فلا تتردد في التعبير عن ارتياح بالغ، وليس بمستبعد أن تشعر بالتفوق على مثيلاتها من النساء، ولربما تخشى غيرتهن فيما بعد حين يقال لها في سياق الإطراء الرفيع إنها أكثر رجولة من( رجال بشواربهم !) أو أخت رجال، وتغدو سعيدة ومنتشية بما تظنه إنجازاً يستحق الإحتفال
يقودنا مثل هذا الطرح إلى إدراك الفهم الملتبس لدى الكثيرين لمعاني الرجولة والأنوثة على حد سواء، ضمن تصنيف تقليدي ينتهجه السواد الأعظم بشكل فطري من دون إدراك عواقب هذه الظاهرة على الأجيال، فصفات النبل والكرامة والشهامة والشجاعة والجرأة والصدق والقوة كلها وغيرها الكثير مرادفات لكلمة واحدة: الرجولة
وفي المقابل، يدفعنا طرح كهذا باتجاه التأمل في الفكرة النقيضة، ألا وهي الأنوثة حيث افتراض الضعف والتسليم تحت ذريعة الحكمة والصبر على “بلاوي الحياة”، والرقة الذليلة
وحتى إذا كان الرجل ثرثاراً، نماماً، متردداً، قليل الهمة، نعمد إلى التشكيك أو قد ننزع عنه صفة الرجولة على الفور: فيقال إنه ليس برجل بل إنه “مثل النسوان” وهي أكبر إهانة قد تلحق برجل حسب المنظور السائد
إن هذا النمط من التفكير الذي يحكم ثقافتنا وموروثنا يعد مؤشراً شديد الخطورة إلى حقيقة النظرة الدونية إلى المرأة في اللاوعي الجمعي والتي يقترفها المجموع بما فيه جمهور النساء
تساهم المرأة أحياناً بشكلٍ غير واعٍ في تكريس مثل هذه النظرة حين تكون غير متصالحة مع ذاتها كسيدة حرة جديرة بالإحترام لصفاتها، غير واعية بشكل عميق لفكرة الأنوثة، بحيث تدرك أن الأنوثة ميزة تستحق الإعتزاز وليس نقطة ضعف نعتذر عنها ونكفر عنها ونداريها كما لو كانت خطيئة من خلال محاولات الإرتقاء لمرتبة الرجولة
كما أن الأنوثة وسيلة وحيدة لانتزاع اعتراف المجموع بمنجزها وحضورها الإنساني،ما يساهم في خلق نماذج نسائية تائهة فاقدة لإحساسها بأنوثتها تحاول أبدا التنصل من هويتها بلا طائل
يقول الفيلسوف الفرنسي #هنري_برجسون في سياق تعريفه للنكتة: “لا مضحك إلا ما هو إنساني..”
تشهد مجتمعاتنا الكثير من الأساليب القائمة على تعنيف النساء والسخرية منهن وامتهان كرامتهن، حيث أن العديد من النكات والنصوص الفكاهية والأمثال الشعبية والعروض الكوميدية واللوحات الفنية تستخدم النساء كمادة أساسية في موضوعاتها بطريقة مسيئة تعزز الفكر الذكوري في مجتمعاتنا، وتظهر النساء بأنهن أدنى من الرجل، إضافة إلى تكريس أفكار نمطية عنهن
وفي ظل الثقافة الأبوية الذكورية والامتيازات التي قدمت للرجل على حساب المرأة، وسيطرة الرجل على معظم مجالات الحياة الثقافية والعلمية والسياسية والاجتماعية وغيرها، أدى ذلك إلى ظهور مصطلح “العنف الثقافي” الذي لعب دور المشرّع للعنف المؤسساتي والمباشر
ويظهر تأثير العنف الثقافي بشكل كبير على اللغة المحكية، وتندرج تحتها الأمثال والأغاني والنكات الشعبية، والتي تعود بجزء كبير منها إلى الموروثات والنصوص الدينية
وهناك عبارات عديدة القصد منها السخرية من المرأة ويتم تداولها بشكل كبير، مثل “كتلة هرمونات متنقلة” و”مسترجلة” و”المطبخ ينتظرك” و”النساء بنصف عقل”
أضف إلى ذلك العبارات التي يعتبرونها طريفة ومضحكة ويتداولها الناس نساء ورجالا فيما بينهم، والتي تشير إلى عدم كفاءة النساء في لعب الرياضة أو الرياضيات والأرقام أو قيادة السيارة
وختاما، أرى أن “العنف الثقافي” من أخطر أنواع العنف الموجه ضد النساء، لأنه يجعل الناس يعتقدون أن العنف ليس عنفا، وتعززه الممارسات الخطابية الثقافية والاجتماعية والدينية التي يتم نشرها وتداولها بشكل يومي، والتي تحتاج إلى خطابات مناهضة بذات الزخم حتى نتمكن من تخفيف انعكاساتها على حالة المرأة في مجتمعاتنا.
كتابة: #آلاء_محمد من اللوبي النسوي السوري
Instagram will load in the frontend.=
إقرأي هذا المقال جيدا، فقد تكونين أحد ضحايا الاستلاب العقائدي للمرأة، أو مررتي به سابقا
لماذا يمكن لامرأة جعل منها موروثها اتعس النساء أن تفتخر به وأن تدافع عنه وأن تعتبر كل دعوة للتطور مؤامرة؟
بحسب المفكر اللبناني #مصطفى_حجازي: “الاستلاب العقائدي هو أن توقن المرأة أنها كائن قاصر وجاهل وثرثار وعاطفي ولا يستطيع مجابهة أي وضعية بشيء من الجدية والمسؤولية وبالتالي لا تستطيع الاستقلال وبناء كيان ذاتي لها”
ويتمّ تفعيل هذا الاستلاب العقائدي بشكل مباشر من خلال التنشئة الاجتماعية، فتصبح المرأة مقتنعة بدونيّتها عن الرجُل وبفكرة ضعف جسدها بيولوجيًا، فتحدّد لنفسها أدوارها المهنية أو الأكاديمية مثلًا، وتترك للرجُل أغلب الأدوار الصعبة والتي قد تتطلّب جهدًا، سواء فكري أو جسدي، لاقتناعها بعدم ملائمتها لهذا الدّور من الأساس
قد تكون فكرة الاستلاب العقائدي تمثل مقولة (المرأة عدوٌّ للمرأة) من حيث أنها هي من تقف كعائق أمام نفسها إذا استثنينا فكرة تدخل التنشئة الاجتماعية بشكل أساسي في هذا الاستلاب
تقول #نوال_السعداوي: “المرأة ليست عدوة نفسها بالعقل السليم، ولا تحافظ على أي فكر ذكوري بالطبيعة السوية، وهي مثل أي إنسان عاقل لايمكن أن تقدس العبودية، لكن هناك نساء تم تشوية طبيعتهن وتجميد عقولهن بالخوف من عقاب الله أو عقاب الأب أو الزوج أو غيره، إنه القهر المفروض على النساء الذي يحول المقهورة إلى قاهرة لذاتها”
يكمن دور هذا الاستلاب باعتبار المرأة هي المسؤولة عن التنشئة المبكرة واللاحقة للأطفال، فعند اقتناعها بالنّظم الاجتماعية مجملة تستطيع نقلها لأبنائها وهنا تكمن وظيفة هذا الاستلاب باعتبار المرأة قناة وصل مهمة في نقل الثقافة، بضرورة اقتناعها بمجمل أساسيات هذه الثقافة
تقول #إيزابيل_الليندي: “ما لا يمكن غفرانه هو أن الأمهات بالذات هن اللواتي يعززن النظام الذكوري ويمنحنه الديمومة بتربية أبناء متعجرفين وبنات مستعبدات، ولو اتفقن فيما بينهن على عمل ذلك بطريقة أخرى لاستطعن القضاء على تسلط الذكور”
ويقف الاستلاب العقائدي عائقًا مهمًا في مسيرة تقدم المرأة في كافة المجالات وزيادة الصعوبات التي يكون عليها تخطيها وتغييرها بشكل تدريجي
لكن لكسر الموروثات يجب على النساء الخوض في البحث عن الذات بعمق، وأن تسائل كل شيء
كتابة: @emy_dawud