ككل جدالات الذكوريين المليئة بالتظلم والمغالطات يثار سؤال: “أين النسويات في الحروب”
صديقتنا @nedalreads وعلى صفحتها على يوتيوب ردت على هذا السؤال ب ١١ نقطة تفحم كل من يتفوه بهذه التراهات
حول النسوية
دايما بتسألونا شو يعني مساحات أو فضاءات آمنة.. هاد هو تعريف المساحة الآمنة، ومن بدايات تأسيس صفحتنا حرصنا كل الحرص على جعلها مساحة آمنة للنساء المطالبات بحقوقهن: بنسمع قضاياكم وبنحاول نساعدكم، ما بنحكم عليكم، الكم حرية الإختيار، تعبروا عن رأيكم بدون ما يكون في إساءة أو رفض لمشاعر وأراء وحقوق النساء الأخريات لهيك كان في رقابة صارمة على التعليقات ❤️
وإنتوا.. شو تعريفكم للمساحة الآمنة؟
كثيراً ما يصدف أن تسمعي أحدهم يقول: “النسوية تريد من المرأة طاعة المدير لا طاعة زوجها”
أو ميمز بالحوار التالي بين موظفة ونسوية:
“- ببهدلني كثير لازم أتركه
– أطلبي الطلاق هاي كرامتك
– هو مديري وليس زوجي
– تحملي مشان رزقك”
مع عدم رضانا عن هذه المقارنة لكن من باب مجاراة عقولهم طرحت أعلاه مقارنة بين مصلحة المرأة مع المدير ومصلحتها مع الزوج، إذ تبين أن حقوق المرأة تحفظ في عملها أكثر مما تحفظ في زواجها، فما رأيك الآن؟
والحقيقة، أنني أتسائل دوما من أين ابتكر هذا الحوار؟ طوال عمري وأنا القارئة للكتب النسوية والمستمعة الجيدة لحوارات النسويات على اليوتيوب والبودكاستات والمشاركة بنقاشاتهن بحكم عملي معهن واحتكاكي المستمر بهن لم أسمع هذا الحوار إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد
من دلسوا هذا الحوار المبتذل يجهلون تماماً أسس ومبادئ الحراك النسوي الذي هو امتداد للحراك المدني والقائم على الحقوق المدنية والحريات العاملة، بما في ذلك حقوق العمال !
ليس لديهم أي خلفية حول نضالات النسويات والثورة النسوية لتأمين بيئات عمل آمنة للنساء من التحرش والعنف ومهيئة لهن في حالات الحمل والولادة والدورة الشهرية وبأجور متساوية وحضانات للأطفال وليس آخرها قضية #كلنا_ربى تلك المعلمة الأردنية التي توفيت بسبب جهد العمل خارج وداخل المنزل بمرتب لا يذكر ولا يصل حتى المعدل الأدنى للأجور، لم تقل لها النسويات ابقِ بالعمل رغم وجود مدير مسيء بل زوجها هو من طلب منها ذلك لتساعده في النفقة، والنسويات هن من غضبن لحالها ورفضنه
وبنفس المبدأ السخيف نستطيع أن نسأل نفس السؤال، لماذا يطيع الرجل مديرته ويحترمها بالمقابل يفرض على زوجته طاعته وقوامته عليها وهي أحق الناس بحسن عشرته؟
وهل من المنطقي أن تغضب زوجته عندما يقصر بواجباته في بيته فتقول له طوال اليوم تنفذ أوامر مديرك/تك بينما تهملني أنا أم أطفالك ما يعني أنك تحبه/ا اكثر مني؟
وهل سيختلف حوارهم السخيف هذا اذا كانت مديرة المرأة امرأة مثلها؟
هل أدركتم الآن مدى سذاجة الحوار الذي يطرحه هؤلاء؟
العلاقة بين المدير وموظفيه هي علاقة منفعة متبادلة واحترام حقوق، بينما يجب أن تكون العلاقة بين الزوج وزوجته علاقة تشارك وود
لا يحق للمدير ولا للزوج فرض سيطرتهم على النساء
يجب على ذكورنا أن يتخلصوا من عقدة السلطة بأسرع وقت، فهم لا يرون المرأة إلا جارية ومشكلتهم فقط أن تكون جارية لزوجها أم للمدير؟
كتابة: @emy_dawud
🔴 ماذا عن نساء فلسطين والايغور؟
المشكلة أننا تحدثنا فعلاً عن كل هذه القضايا مراراً وتكراراً وحتى قبل أن يتحدثوا هم
لكن أساساً قضية الاحتلال والتطهير العرقي ليست إختصاص النسوية، إذ تعنى النسوية بالتمييز الجندري بين الجنسين بالقوانين والسلوكيات كقتل النساء تحت مسمى الشرف وتسامح القانون مع قتلتهن ومكافحة التحرش والاغتصاب وتعديل قوانين الطلاق والزواج ومنح الجنسية والتمييز بالعمل وغيرها كثير
بينما قضية فلسطين والايغور وغيرهم هي قضايا خالية من التمييز الجندري وتقع على كلا الجنسين بما في ذلك الاطفال والمسنين
ومن التسخيف بالقضية أن تحصرها بأسيرات نساء بينما يقتل أطفال ورجال ويمزقون أشلاء ويهجرون قسراً وتتم إبادة الرجال في المعتقلات، المفترض أنكم أنتم من يطلب منا عدم كراهية الرجل أن لا تقوموا بالتمييز ضده
ثم هل يطلب هؤلاء من مناضلي فلسطين أو منظمات غير معنية بالمرأة أن تتحدث عن المرأة؟ أم يحترمون إختصاصها؟، لماذا لا يحترم اختصاص الحركات النسوية ويطلب منها التحدث عن كل صغيرة وكبيرة؟ من الواضح أن الهدف هو تمييع القضية النسوية
هل يطلبون من حركة حماس والحوثي وطالبان ورجال دينهم الحديث عن حقوق المرأة أو الكف عن حرمانها حقوقها والتحريض عليها على الأقل أم يصفقون لهم؟
هل هم أنفسهم يدافعون عن حقوقها؟
جواب كل الأسئلة السابقة هو لا، هم فقط ينصرعون من وجود منظمة تدافع عن المرأة وهذا من يثير جنونهم
الذكورين يدافعون عن المرأة عندما تتعرض شخصيتها العامة للاضطهاد، وهذا الدفاع ليس من أجل المرأة بل من أجل هويتهم السياسية الاسلامية التي تمثلها الشخصية العامة للمرأة، فالاسيرة الفلسطينية مثلاً بشخصيتها العامة تدل على ضعف الهوية السياسية الاسلامية في العالم، فهم يدافعون عن شخصيتهم السياسية الإسلامية من خلال استغلال قضية المرأة بحجة حقوق الانسان وحماية المرأة وحقوقها وهم بالاساس يقومون باغتيال واغتصاب شخصيتها الخاصه الغير مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على الهوية السياسية الاسلامية
لذلك هم لا يتحدثون عن الأسيرة العراقية واليمنية والايرانية وسبي الازيديات على الرغم من أنهن تحت ظروف اسوأ من ظروف الفلسطينيات وكلنا شاهدنا أسيرات فلسطين يبتسمن أثناء الاعتقال بينما أسيرات العراق يبكين ويجبرن على الاعتراف بتهم لاأخلاقية وتثقب أجسادهن بالدريل ويتحرش بهن ويهددن بالاغتصاب ويعذبن أبشع تعذيب ويتم اغتيالهن
الجهة الوحيدة التي دافعت عنهن هي الحركات النسوية، أليست هذه ازدواجية معايير ومتاجرة معتادة بالقضية الفلسطينية ومحاولة لتغطية جرائمهم بحق نسائهم؟
ما يغيظهم أننا لسنا حزبيات مثلهم، أحدهم لا تستيقظ انسانيته إلا لمن يشبهه شكلاً ومعتقداً بينما بقيه البشر يستبيحهم ولا يجد غضاضة في ذلك، ففي حين تتباكى هذه العينات على نساء الايغور لانهن مسلمات يتم انتهاكهن من قبل (الكفار)، لا ينطقون حرف في قضية انتهاك الأزيديات على يد اخوانهم داعش، لأن المبدأ لديهم ليس رفض الانتهاك لحرمة جسد المرأة بل الفكرة لديهم هي (حلال لي حرام على غيري) ! لذلك يغيظهم أننا كنسويات ندعم الحق الانساني للمرأة لمجرد انها إمرأة وليس لأي اعتبار آخر يقصي آدميتها أو يخصخصها
ثم إن الحركة النسوية ليست فصيلاً مسلحاً لتقحموها في كل شاردة وواردة حول العالم مطالبين اياها بحلها، بل هي ببساطة مجرد فتيات عزل، لذا بدل أن تجلس تحمل المسؤولية لفتيات معنفات لا يملكن أمر أنفسهن ولا ضمان حياتهن يحاولن ايصال أصواتهن عبر منشورات توعوية هنا وهناك، معنفات منكم انتم كمجتمع ذكوري، اذهبوا وأرونا مرجلتكم على الاحتلال، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس بالمنشورات يا مامي، كونكم جبناء تخشون الموت اذهبوا على الأقل تحدثوا عن فلسطين على صفحاتكم، أرسلوا رسائل للمنظمات العالمية، قوموا بمبادرات وحملات، نظموا اعتصامات، اجمعوا تبرعات الخ من المساعدات الحقيقية بدل أن تتحاذق وتتباكى عند فتيات مضطهدات لديهن ما يكفي من المشاكل للدفاع عنها، خصوصاً أن الواقع والاحصائيات يظهران أن عدد النساء اللواتي يقتلن ويعنفن ويأسرن على يد عائلاتهن أضعاف مضاعفة بمئات المرات عن أعداد النساء المتضررات والأسيرات لدى الاحتلال، وأن نسبة السلاح المستخدم بمجتمعاتنا ضد بعضنا وضد نسائنا أضعاف السلاح المستخدم ضد الاحتلال، فاخجلوا من أنفسكم قليلاً، فظلم ذوي القربي أشد مرارة، الاحتلال ليس عليه عتب لكن العتب على الأهل والوطن عندما يتحولون لاحتلال
ثم لا تتوقع أن تحرر فلسطين شعوب مستعبدة، عندما يكون نصف المجتمع والذي يربي نصفه الآخر مستعبداً وفاقداً لحريته وحقوقه لا تتوقع أبداً أن ينتج مجتمعاً حراً، المجتمعات الذكورية على حافة الموت لا مجتمع ينجوا بدون النساء، والحرية ليست اعصاراً يظهر فجأة بل هي ممارسات يومية تبدأ من الأسرة، مروراً بالسلطات وانتهاءا بسيادة الدولة واستقلاليتها، والتاريخ خير دليل، لقد سقطت فلسطین وبقية الدول العربية في زمن وصل فيه قمع الانثى إلى أقصاه، حيث كانت المرأة موؤدة محرومة التعليم والخروج حرية الملبس والرأي واتخاذ القرارات، بينما لم تتخلص أوروبا من عصور ظلامها إلا بتحرير نسائها ومجتمعاتها
تذكروا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
🔴 ماذا عن المحجبات في فرنسا ؟
مرة أخرى، الصفحه مليئة بالمنشورات الداعية لعدم إجبار النساء على خلع الحجاب
رغم أن فرنسا أصلاً لا تحظر الحجاب فقط بالاماكن الرسمية بل تحظر جميع الملابس الدينية بما في ذلك الطاقية اليهودية والصليب المسيحي، فالمشكلة هناك ليست تمييزاً جندرياً بل قوانين لها علاقة بالمعتقدات
لكن لأننا ندرك صعوبة نزع المرأة للحجاب مقابل نزع الصليب أو الطاقية قمنا باعتبارها قضية جندرية ودافعنا ولا زلنا ندافع عنها
لكن أخبرني أنت المناصر للمحجبات تحت بند حق المرأة بارتداء ما تشاء، كيف تتصرف عندما تطلب إحدى نساء عائلتك نزع الحجاب الذي أجبرته عليها لسنوات طويلة؟ تقتلها صحيح؟ ماذا تفعل عندما تشاهد فيديوهات متكررة لنساء غير محجبات يتعرضن للتحرش الجماعي والاغتصاب ويتم تبرئة الجناة قضائياً عبر إلقاء اللوم على ملابس الضحية؟ تكتب كومنت تلوم فيه ملابسها وتشتمها وتصفق لرجال الدين الذين يؤيدون ذلك صحيح؟
ماذا عن تهليلكم أمس لطالبان بعد أن فرضت النقاب على النساء وقبلها تهليلكم لها لأنها فرضت الحجاب عليهن؟ بل والتعبير عن أمانيكم اللاأخلاقية بفرض هذا اللباس في بلاد العرب بينما ترتدون ملتبس غربية وتقصون شعوركم بقصات غربية
ألا تعرفون حقوق المرأة إلا عندما يتم إخراجها من وصايتكم؟
أنت فعلياً غير مهتم بالمرأة، كل ما تخاف منه هو أن تنتزع منك وصايتك غير الشرعية التي فرضتها على ملابس النساء والتحكم بها وتخشى من التهديد بأن يزداد عدد النساء اللواتي يخرجن من تحت وطأتك، لذا كفوا عن استغلال المحجبات لخدمة أجندتكم الذكورية، وتوقفوا عن التباكي الكاذب عليهن واضعين أنفسكم في موقف مخزٍ عبر استخدام أسلوب مقارنة ضحية بأخرى، وضرب النساء بالنساء، لأن هذا أقذر أسلوب مر علي طوال حياتي كاملة
كتابة: @emy_dawud
على الرغم من أن مصطلح حقوق المرأة لقي نفس الهجوم الذي لاقاه مصطلح النسوية وألفت كتب في شجبه، إلا وأنه مؤخراً أصبح المصطلح المفضل للبعض كبديل عن مصطلح نسوية
فكثيراً ما يصدف أن يقول أحدهم طالبوا بحقوق المرأة وليس النسوية
أو تقول إحداهن أنا مع حقوق المرأة لكنني ضد النسوية
فهل هناك فرق حقاً؟
إطلاقاً، فالنسوية هي المطالبة بحقوق المرأة
لكن هناك من يحاول الإلتفاف على حقوق المرأة لذلك يطالب بحذف مصطلح النسوية واستخدام مصطلح حقوق المرأة
فمصطلح النسوية هو مرادف للمساواة بالحقوق والواجبات بين جميع المواطنين بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ولونهم
ولا يمكنك التلاعب بهذا المصطلح وتقنينه وفقاً لأهواء معارضي المساواة الذكوريين
أما حقوق المرأة فهو مصطلح من السهل تقنينه، فالمجتمع يحرم النساء حقوقهن لأنه أصلاً لا يعترف أنها حقوقٌ لهن، كحقها في الاستقلال وتولي أمر نفسها مثلاً، فهو قد يرى أن من حقها التعليم لكن ليس من حقها ولاية نفسها، إذ أنه يعتبرها ملكاً من أملاكه وله حق التصرف بها
من هنا يأتي إصرارنا على إستخدام مصطلح النسوية بدلاً من مصطلح حقوق المرأة، للتأكيد على أن المساواة هي مطلبنا، وليس كسرة حقوق يتم إسكاتنا بها، كمن يسرق رغيفك ثم يعطيك منه كسرة لترضى عنه
ولولا أن طالبت المرأة بالنسوية لبقي مصطلح حقوق المرأة محظوراً كما كان، لكن حدة خطاب النسوية ووضوحه أجبرهم على التفاوض، إلا أننا نرفض أي مساومة على حقوقنا
كتابة: @emy_dawud
🔴 ارتباط النسوية بحركات التحرر الوطني:
يجد القارئ في التاريخ الحديث للدول العربية والدول النامية، ما يؤكد أن الحراك النسوي كان -وما يزال- جزءًا من الحراك الوطني، في كل بلد سعى لاستقلاله من الاستعمار وتوابعه
النِّسوية ليست حركة مستورَدة من الخارج، وليست تهمة تُرمى على كل امرأة تطالب بحقوقها. النسوية هي وعي الرجال والنساء بأهمية إنصاف المرأة، ورفع الظلم عنها بوصفها مدخلًا إلى العدالة الاجتماعية الشاملة
فالصراعات الوطنية والرغبة في الحرية والديمقراطية، دائمًا ما تُشعل معها نقاشات فكرية هامة، تتعلق بحقوق كل أفراد المجتمع، والمرأة ليست استثناءً من هذه الحقوق، وهذا ما تؤكده الكاتبة والباحثة #كوماري_جايا_واردينا مؤلفة كتاب #النسوية_والقومية
ثم إنه لا يمكن فصل ما تتعرض له المرأة من ظلم واحتياجات، عن مطالب أطياف الشعب كله
وتؤكد الكاتبة من خلال استعراض الحركات النسوية ونشأتها، أن النسوية لم تُفرَض على العالم الثالث من الغرب، بل إن ظروفًا تاريخية أنتجت مواد مهمة وتغيّرات إيديولوجية أثّرت في المرأة
كان من الطبيعي أن يطالب الرجال أوّلًا بحرية المرأة قبل أن تطالب هي نفسها بها بصوت عال، وهذا ليس لخللٍ في تركيب المرأة، بل لأنها كانت محرومةً التعليمَ والسفر ورؤية النماذج الأخرى، أما الرجال فهُمُ الذين اطّلعوا على نتاج تعليم المرأة، الذي عاد بالقوة والثقافة والحضارة على الدول التي درسوا فيها، وكانت كتاباتهم التنويرية سببًا في ظهور حركة فكرية تناقش وضع المرأة، اشترك فيها نساء ورجال
وأيضًا ساهموا في حركة الترجمة الناشطة للكتب المهمة، التي زادت الوعي ورفدت الثقافة، وكان من آثارها أن زاد عدد الراغبين في تعليم بناتهم منزليًّا، قبل أن تُفتح المدارس وتشهد إقبالًا جيّدًا، هذا التعليم الذي أنتج بواكير الحراك النسائي، الذي أصبح جاهزًا لأن يكون جزءًا من الحركة الوطنية بقيادة سعد زعلول، حيث شاركت المرأة وبشكل كبير في الاحتجاجات التي عمّت مصر، عقب نفيِه وأعضاء حزب الوفد لمطالبته باستقلال مصر
شاركت المرأة من كل أطياف المجتمع في الاحتجاجات، وسقطت منهن شهيدات، ولم يُخمد الحَراك النسوي بانتهاء الاحتجاجات وعودة سعد زغلول، بل أصبح أكثر تنظيمًا، وساهم في المطالبة بدعم تعليم المرأة والمزيد من الحريات
عقودٌ من المطالبات انتهت بدخول المرأة البرلمان في عام ١٩٧٩م، واستطاعت تحسين قوانين الأحوال الشخصية نسبيًّا، مع الأخذ بالاعتبار مقاومة التقليديين لأي تعديل
خبَتِ الحركاتُ النسوية بعدها، ولكنّ خبوها لا يمكن فصله عن الحراك الوطني العام؛ إذ ازدهرت معه وخبت معه
🔴 نسب النسوية للغرب هو إهانة للعرب:
على مر التاريخ حاول الإنسان الثورة على الظلم، فهل تستطيع القول أن الثورة ضد الأنظمة هي ثورة غربية؟
إن كان كذلك فهذا يعيب العرب بأنهم يرتضون العبودية
إتهام الحركات النسوية بأنها أجندة غربية إتهام فيه تقزيم مرفوض للمرأة العربية التي تعلمت وتثقفت وأبدعت، وما زال في جعبتها الكثير، وهي مؤمنة بقضيتها العادلة ومستمرة في تحقيق مطالبها
وهو أيضاً اتهام فاسد لا تدعمه الأدلة بل تكذبه، فمثلاً بينما كان الرومان يعتبرون النساء ملكية خاصة وبلا حقوق، كانت نساء الأنباط يملكن الأراضي ويتعلمن ويعملن
النسوية تطالب بحقوق المرأة التي يحرمها إياها المجتمع، ما علاقة الغرب بذلك؟
عندما أطالب بأن لا يتم قتلي بجرائم اللاشرف فهذه قضية خاصة بي كعربية، المرأة الغربية لا تعاني منها، بل أنا التي أعاني منها
إذا النسوية ليست اختراعاً غربياً، بل وسيلة مقاومة عالمية ضد التمييز الواقع على النساء وهي رد فعل طبيعي ضد واقع المرأة بشكل عام
فالدول الغربية ليست مقیاساً لحقوق المرأة إنما فقط تعطى بها الحرية لطرح الأفكار والحقوق التي يُكفر من يطرحها هنا
فحقوق الانسان هي حقوق طبيعية تولد مع البشر لا تخترع اختراعاً حتى يتم نسبها لثقافة ما، ولهذا لا تسمع أحدهم يتفلسف عن حقوق الانسان واللاجئين وذوي الاعاقة وغيرهم ويقول أنها قوانين غربية يجب رفضها، الفلسفة تصيبهم فقط عندما يسمعون بحقوق المرأة
حقوق الانسان ثوابت طبيعية والمرأة انسان في حال لم تدرك ذلك
وإذا كنت تعترف بأن ثقافتك تنص على حرمان المرأة حقوقها وسبيها واغتصابها وقتلها وحرمانها الولاية على نفسها وعلى أطفالها والتحكم بها والزامها بالطاعة والعبودية فكيف تريدني أن اطالب بحقوقي بما يتناسب وثقافتك المضطهدة لها أصلا؟ استخدمو قليلا من المنطق
🔴 لنفترض انها غربية:
ما المشكلة أن نأخذ منهم ماهو حق؟
يقول #ابن_سينا: “بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد للحق أحدا سواهم”
وكأن المألوف مقدس ولو ثبت خطؤه، فالغرب تعلموا بعض العلوم من العرب ولا زالوا حتى اليوم يهتمون بها فبنوا عليها وتقدموا عنا بها
أرفضوا الفكرة لخلل فيها وليس بسبب المنطقة التي أتت منها، فبالبخاري ومسلم وابن سينا وجميع من تفخرون بهم لم يكونوا عرباً
يقول علي بن أبي طالب: “لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال”
وإذا كان أحد ما يريد أن يقاطع الغرب فليذهب إلى خيمة في الصحراء، لأن كل حياته اختراعات غربية، أو العيش في الرقه حيث داعش تحكم بقوانينه، المضحك أنه عندما يتم قمعه بالقوانين الدينية يذهب يستجدي المنظمات الحقوقية كما فعل عناصر داعش في العراق أو يهاجر أوروبا ويخاطر بروحه في عرض البحر
كتابة: @emy_dawud و @amal_alharithi
🔴 عندما يعفيك القانون من إعطاء طليقتك حقها الشرعي بالمسكن ودفع أجر رضاعة أبنائك لزوجتك أو طليقتك والإنفاق على كل نساء بيتك، لماذا لا أسمعك تصرخ أن هذه قوانين وضعية كما تصرخ عند مطالباتنا بميراث متساو؟
طبعا لن تفعل، ذلك أنكم لستم ضد القوانين الوضعية أو إعادة تجديد الدين طالما جاءت في صالحكم، أنتم فقط ضدها إن كانت منصفة للمرأة
🔴 لم يرد أي نص يقول أنك ستحرق بالنار إن وضعت قانوناً، وثمة ما يسمى التعزير، وهو السماح للحاكم بوضع القوانين المناسبة، وعمر ألغى حكم السرقه في زمن ما، واستعمل علي السجون، فهل أفهم أن إيمانك يفوق الدين نفسه؟
🔴 الدين له ملل وتفسيرات مختلفة وحقوق المرأة فيه تضيع بين تحليل أحدهم وتحريم آخر، لذلك لا بد أن يبقى الدين علاقة فردية بين العبد وربه أما القوانين فيجب أن تكون وطنية مدنية تشمل كافة أطياف المجتمع وتساوي بينهم وتواكب تغير ظروفهم
أو ربما تنشئ الدولة محاكم شرعية (بمختلف مذاهبها) وأخرى مدنية تضمن للجميع الحصول على حقوقه
أما أن تقول لي نحن الأغلبية ولنا الحق بالسيطرة على الحكم فهذه ليست الأغلبية، التقاوي على باقي الفئات والمطالبة بالحكم وقانون يناسب فئتك ومجموعتك تطبقه على كل البقية قسراً هو ليس الأغلبية بل الشللية، التعصب، العنصرية، التحزب، العدوانية، الغالبية والأغلبية هي الشعب بكل فئاته وانتمائاته
يقول أحدهم: “حكم الأغلبية يصلح فقط إذا كان هناك احترام للحقوق الفردية، فمن غير المعقول أن تجمع خمسة ذئاب وخروف ثم تأخذ رأي الأغلبية عمن سيأكلون في العشاء”
لكنك لم تفهم من هذه الأنظمة المستبدة سوى إعادة نفس النمط المتسلط وتقسيم الشعب لأقليات عرقية ودينية وطبقية وجنسية ومحو هويتها وسحب حقوقها وقهرها وإرغامها على تذويب هوياتها في هوية واحدة تناسب القوى المتسلطة المستبدة
والحجة البلهاء دوما أن هذه الدولة إسلامية !! وكأن الأرض تختار لها ديانة، أو أن غالبية سكان هذه الدولة كانوا دوما مسلمين منذ بدء الخليقة، او أن كل مواطن حالي فيها هو مواطن مسلم !!
ستسقط أي ثورة مهما بدت عظيمة ما لم تحترم حقوق المختلفين: الجنسية، الإجتماعية، الدينية، والطبقية، وتوحد فئات الشعب
لن تبني أمة حضارية بالتخوف والتكاتف والتعصب والقسوة والترهيب مهما تسلحت فئاتها وتدججت بالسلاح أو بالقوى الدينية والاقتصادية
بحسب آخر دراسة أجريت عام 2021، فإن 81% من مسلمي ألمانيا يرون أن الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم
وهذه النسبة أعلى من المعدل العام حيث يرى 70% من معدل إجمالي السكان في ألمانيا أن الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم
🔴 لا يمكن لأحد أن ينكر أن الخطاب الديني أستخدم لقمع النساء وجميعنا شهدنا هذه الفتاوى من كبار العلماء الذين يكن لهم المجتمع عظيم الاحترام
ذلك لأن الدين تم حكر تفسيره وشرحه على جنس دون آخر لم يكن للنساء دور فيه، ولذلك تراها مهينة جداً للنساء
تقول #سيمون_دي_بوفوار: “كل ما كتب عن المرأة من قبل الرجال يجب أن يثير الشبهات، لأنهم خصوم وحكام في الوقت نفسه، وقد سخروا الأديان والفلسفة والقوانين لخدمة مصالحهم”
وما يثبت كلامها أن كل الفتاوى تيسر للرجال ما تعسره على النساء
دليل بسيط:
الدين لم يحرم تعليم النساء، ولم يحدد سن زواجها، ولم يمنع أن تصوت في الانتخابات، ولم يمنع أن تعمل وتنفق ولم يضع عقوبة على ما ترتديه
لكن جرب أن تبحث عن متى حصلت المرأة في بلدك على هذه الحقوق، ستجد أنها من مدة قصيرة ربما ۱۰۰ سنة فقط رغم أن الدين موجود منذ ۱٤۰۰ سنة بل ولا زالت محرومة من الكثير والكثير من الحقوق والاحترام
ذلك أن المرأة حصلت على حقوقها ليس بجهد رجال الدين، بل بسبب الحقوقيين، أناس آمنوا بأهليتها، وحاربوا وسجنوا واتهموا بدعوة المرأة للإنحلال وهدم الدين لأنهم فقط ينادون بحقوقها تماما كما يحدث الآن
كنساء، لسنا مدينين بالمرة لرجال الدين بل لنكن صريحين في أغلب الأحيان كانوا هم السبب في سوء وضعنا
حتى النساء اللواتي يرفضن الإعتراف بقوة النسوية هن أيضا ينعمن بنتائج نضال العديد من النساء وسينعم بناتهم أكثر في المستقبل
ببساطة، لو كانت الفتاوى الدينية تضمن حقوقك كما النسوية لما رأيتي الذكوريين يتكالبون على النسوية ويدعونك للعودة إلى الفتاوى التي جهزوها لك مسبقا، لأنه لو كانت هذه الفتاوي تعطيكي حقوقك كما النسوية فلما يعارضون النسوية إذا؟
رجال الدين الذين يقنعوك بأن العلمانية حرام قادرين أيضاً على إقناعك بأن أي شيء في الحياة حرام فقط إذا كان يعارض مصالحهم
فكري بعقلك جيدا ولا تسمحي لأحد باستغلالك باسم الدين أو غيره أنتِ لست ساذجة
وحجتهم أنه طوال مئات السنين لم يطبق مجتمع الدين الصحيح تماما
فإلى متى ستنتظر المرأة أن تطبقوا الدين الصحيح؟
تأتي تقول لي الإسلام لم يحرم المرأة التعليم
أقول لك لكن أغلب النساء اللواتي يحرمن التعليم هن عربيات مسلمات
تقول لي الله سيحاسب الظلام
حسنا.. ثم ماذا؟ أنا كامرأة حرمت التعليم ماذا استفدت من تنظيرك هذا؟
أنا أريد قانون يسمح لي بالحياة أين جريمتي في هذا؟
ثم أي دين هذا الذي يسمح بأن تعنف المرأة لكن المهم أن لا يكون هناك قانون؟
الأمر أنهم وضعوا قانوناً وضعياً يحمي قاتل المرأة باسم الشرف ولم يعترض أحد عليه بل اعترضو على إيقافه!
🔴 الأديان لم تأتي تفصيلية فيما يتعلق بالقوانين
مثال: ما هو حكم تعنيف المرأة بالدين؟ التحرش؟ تزويج القاصر؟ حبس النساء في المنزل والتحكم بمصائرهن؟ حرمان امرأة من التعليم والعمل؟
لا يوجد في أي دين حكم لكل هذه المظالم التي تعاني منها النساء فعلام القيام والقعود إذا طالبنا بقوانين تحمي النساء؟
أم هل أن حقوق المرأة تخالف ديانتك؟ إن كانت كذلك فعلا فمعناه أنك تدين بديانه غير إنسانية
🔴 كلنا نعلم أن الناس تخشى السجون أكثر من خشيتها الله
ولهذا نعم، سنظل مصرين على قوانين نضعها نحن على مقاسنا تناسب زماننا ومكاننا ومن لديه اعتراض يمكنه التوجه للمحاكم الشرعية ومن حقنا وجود محاكم مدنية
شكرا لجهودكم التي أثبتت فشلها أفسحوا المجال لفكرة أخرى لتطبيق حقوق المرأة
ولا تغطوا كراهيتكم للنساء بالدين
🔴 المصلحة مقدمة على النص:
الدين كتعاليم عبادة هو صالح لكل زمان كأي عبادات دين آخر، لكن ليس كنظام مجتمعي، فهو مثله مثل أي إيديولوجية لها فترتها وتنتهي بتغير وضع المجتمع الإقتصادي والإجتماعي، ذلك أنه من المستحيل أن يتبنى الناس نظاماً مجتمعياً قبل آلاف السنين مع كل تعقيد الحياة الذي نعيشه الآن
ومن الظلم مراعاة الرجال بتفسيرات دينية جديدة في حين التشدد على النساء بتطبيق أكثر الفتاوى تشدداً عليهن بل وحتى صنع قوانين متطرفة عليهن، فالقانون الاردني مثلاً يختار الفتاوى التي تجبر المرأة على وضعها تحت ولاية الذكور في الزواج رغم وجود فتاوى أخرى تجيز تزويج البالغة العاقلة نفسها، وفوق كل هذا تسحب من النساء الرخصة الشرعية بتزويج أنفسهن في حالات عضل الولي !!
فأي ظلم هذا؟
وعلى أساس رؤية المفكر الإسلامي د. #محمد_شحرور، فإن الحديث النبوي القائل: « بلغوا عني ولو آية فرب سامع أوعى من مبلغ »، يعني أن وعي وإدراك المخاطب بـالقرآن في القرن الحادي والعشرين للميلاد ربما يكون أكبر من فهم المعاصرين للنبـي
كتابة: @emy_dawud
الرأي والرأي الآخر .. ما الذي يفهمه العالم من هذه المقولة ؟
عندما نجد حسابات وشخصيات تحارب النسوية فهل يندرج هذا تحت مسمى الرأي الآخر ؟
تخيل مثلا أحد السود يطالب بحقوقه بالتحرر من العبودية ثم جاء أبيض وقال أنا أعارض حرية العبيد، فهل يعتبر رأيه رأيا آخر ؟
أم سيعتبر رأيه جريمة وعنصرية لأن الحقوق المدنية لا جدال فيها؟
هل ستأخذ برأي الأديان حول عدم تجريمها العبودية، أم أنك ستجد تفسيراً دينياً مختلفاً يجعل من العبودية عملاً لا يستسيغه الرب ويظهر ديانتك على أنها ديانة تحترم حقوق الانسان؟
في بداية القرن المنصرم خاض النشطاء والسود والفلاسفة والعلماء حرباً على العبودية، انتهت بتجريمها، ووضعت قوانين صارمة على ممارسيها، وأعيد تفسير النصوص الدينية لتتلائم مع ذلك، حتى غدونا جميعنا كبشر نشعر بالعار مما ارتكبناه بأبناء جلدتنا من السود
إن النسوية تعني “حق المرأة في الحصول على كامل حقوقها المدنيه تماماً مثل ما يحصل عليه الرجل”
وحين تعارض أنت النسوية هذا لن يعتبر رأياً آخر، لأنه كما قلنا سابقا لا جدال في حقوق الإنسان، وبالتالي فأنت تعتبر عنصرياً ليس إلا
اليوم تخوض النساء حول العالم حرباً على التمييز ضدهن، وفي المستقبل القريب ستحصل النساء على ما حصل عليه السود في الماضي، ستتغير تفاسير النصوص الشرعية، وسيغدو الحديث عن معارضة حقوق المرأة عملاً لا أخلاقياً لن يجرؤ أحد على البوح به علانيةً، اليوم بعض النساء حول العالم اقتربن من تحقيق أهدافهن، وعلى خطاهن تسير البقية
لذلك عندما تتهمني بعدم الحياد تذكر أنه في حقوق الإنسان لا يوجد رأي ورأي آخر، هناك أمر واحد فقط هو حق الإنسان، وأنا أتمسك به بشدة، لذلك يمكنك أن ترى أنني لست محايدة هنا، لأن الحياد في الحقوق جريمة، وأنا لست مجرمة
كتابة: @emy_dawud