كيف نتصرف في حالات التعرض للإغتصاب؟
في ظل أحداث الحروب المأساوية التي تمر بها المنطقة من حولنا وأهمها السودان والكونغو حيث تنتشر الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء بوحشية، إليكن دليل إرشادي سريع ومبسط عن الخطوات التي من الممكن أخذها في حالة التعرض للإغتصاب، للمساعدة في تجنب الحمل والأمراض المنتقلة جنسياً.
المصدر: @thesextalkarabic
الاستلاب الجنسي
يكشف هذا التحقيق عن مخالفة المحاكم لقوانين شرعت لحماية حقوق القاصرات في جرائم اعتداءات جنسية.
كما يكشف المصير الأسود الذي تنتهي إليه القاصرات من ضحايا الاعتداء الجنسي.
“بدل ما يحطوه بالسجن حبسوني أنا بغرفتي” ، قالتها هناء محمود، وهي تتذكر محاولة اغتصابها على يد ابن عمها المتزوج عندما كانت طفلة في سن الثالثة عشر.
تعرضت الفتاة القاصر للاعتداء، عندما طلب منها ابن عمها الحضور إلى منزله لأخذ بعض الأغراض الخاصة بأسرتها، في حين أرسل أطفاله إلى خارج المنزل ليرتكب جريمته بعد مغادرة زوجته المكان. تقول الفتاة التي تسكن مع أسرتها في إحدى القرى، إنها لم تكن تعلم بغياب أسرته عن المنزل في ذلك الوقت.
أصدرت المحكمة قرارها بحبس الجاني 7 سنوات بتهمة ارتكاب جناية هتك عرض، ثم جرى تخفيف الحكم إلى 3.5 سنوات، بعد إسقاط والد الفتاة الحق الشخصي. خرج ابن عمها بعد انتهاء المدة، ليعود إلى حياته بشكل طبيعي، بحسب قول الفتاة.
تستذكر هناء ما قاله عمها، والد الجاني، لأبيها بعد الحادثة: “خلينا نلم الفضيحة اللي صارت من ورا بنتك… حرام تخرب حياته وتسجنه، ولاده لساتهم صغار”. وتضيف هناء: “صار كل ما يجي عنا، يجيب أغراض ويحط مصاري بإيد أبوي”، تقصد عمها.
كادت العائلة أن تفرض على هناء الزواج بأحد أولاد عمومتها، لولا رفض والدتها.
🔴 مخالفة نص قانوني:
🔺️في العام 2011، منع المُشرّع الأردني تخفيف العقوبة عن الجناة الذين أكملوا 18 في جرائم الاعتداء على العرض، الواقعة على القاصرين؛ حتى وإن وافق ولي الأمر على ذلك، وفق المادة 308 مكّررة من قانون العقوبات الأردني المعدل لعام 2011.
لكن لم يكن صدور التعديل كافياً لتطبيقه في المحاكم، إذ تم رصد قضايا عدة خففت العقوبات عن الجناة.
🔺️في العام 2017، ألغى مجلس النواب المادة 308 من قانون العقوبات، التي توقف تنفيذ العقوبة بحق الجاني في جرائم الاعتداء على العرض، في حال زواجه من الضحية؛ يشمل ذلك جرائم الاغتصاب وهتك العرض ومواقعة القاصرات، وإقامة علاقة جنسية بدعوى الوعد بالزواج وغيرها.
🔴 إسقاط الحق الشخصي منحة للجناة:
على الرغم من أن إسقاط الحق الشخصي الحق العام؛ وهو حق المجتمع بمعاقبة الجاني لتحقيق الردع العام، الأمر الذي لا يتمّ التنازل عنه، إلا أنه قد يصدر بشأنه عفو عام أو عفو خاص.
ومع ذلك، يُعدّ إسقاط الحق الشخصي من أهم الأسباب المخففة، التي تُعتمد في المحاكم، وفق تصريحات رئيس محكمة الجنايات الكبرى سابقاً عبد الرحمن توفيق، خلال حديث تلفزيوني.
🔴 نهايات مأساوية للضحايا:
🔺️ومع ذلك، تؤكد الاختصاصية ملك السعودي استمرار حدوث حالات زواج المغتصب بالضحية، مقابل إسقاط الحق الشخصي وبشكل غير ظاهر: “أُوقف القانون، لكن ما زال هناك زواج للمغتصب، والضحية عند زواجها بالمغتصب، تخرج من دائرة عنف إلى أخرى أسوأ؛ تتعرض فيها للتعنيف الجسدي والنفسي، وتنجب أطفالاً قد لا يَعترف بهم “الزوج” الجاني. بل ويستمر في تذكيرها بالحادثة التي تسبب بها، وفق الحالات التي تعاملت معها، لقد تعاملت مع إناث ممن تزوجن مغتصبيهن، وعدن إلى دور الإيواء بعد تعرضهن لعنف أسوأ من الاعتداء الجنسي، الذي وقع لهن في البداية”.
🔺️توضح المحامية رضية العمايرة أن الضغوط التي تتعرض لها الفتاة من ضحايا الاعتداءات الجنسية؛ قد تدفعها إلى تغيير أقوالها أمام القاضي، بعد إدلائها بأقوال مختلفة أمام المدّعي العام. قد يدفع ذلك النيابة العامة إلى توجيه تهمة شهادة الزور إلى الفتاة وحبسها، في حين تسقط قضية الاعتداء عن الجاني ليعود حراً طليقاً. “لدينا حالات لفتيات حُبسن بسبب تغيير أقوالهن”. تقول المحامية، لا يشكل تغيير أقوال الفتاة السبب الوحيد لحبس الضحية.
🔺️تذكر الاختصاصية الاجتماعية نهى أحمد، أنها تعاملت مع ضحية اغتصاب، لفتاة من الفئات المهمشة؛ انتهت الواقعة بحملها.
حكم على الفتاة بالسجن خمس سنوات ونصف، بعد أن أجهضت جنينها؛ في حين لم يكن بالإمكان إثبات واقعة الاغتصاب، بسبب عدم وجود بلاغ بالجريمة. لا تملك الفتاة أوراقاً ثبوتية، ولم يسبق لها الالتحاق بالمدرسة.
🔺️تقول الاختصاصية النفسية بجمعية معهد تضامن للنساء الأردني د. ملك السعودي: “غالباً ما تتعرض الفتاة وأسرتها لضغوط من جانب أهل الجاني؛ لدفعهم إلى التنازل عن حقها بزعم أنها السبب فيما أقدم عليه المتهم من أفعال. وقد تقوم أسرة الفتاة بالضغط عليها وتهديدها، والتوقف عن دعمها، فالثقافة المجتمعية تتعامل مع الأنثى من ضحايا الاعتداء الجنسي على أنها “جانية، ودائماً ما تلام النساء أكثر من الجناة”.
تكشف دراسة أجرتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني عام 2015، عن أن الخوف من الفضيحة والعار، هو السبب الرئيس في عدم تقديم ضحايا الجرائم الجنسية في الأردن، بلاغاً وشكوى رسمية.
وتتعرض الفتاة لنظرات الازدراء من رجال العائلة، الذين يلومون والدها لاصطحابها معه خلال الزيارات التي تُجريها الأسرة، بعبارات مثل: “مش خايف تعملك فضيحة”.
تلاحق الوصمة النساء من ضحايا الجرائم الجنسية في الأردن، بحجة أنهن “جلبن العار والخزي لأسرهن وعائلاتهن”.
🔺️تُودَعُ الفتيات من ضحايا الاعتداءات الجنسية، المهدّدات بالخطر في دور إيواء لحمايتهن. يُناط بالدار تقديم برامج التعافي الجسدي والتأهيل النفسي، والتوعية والمساعدة القانونية وغيرها من خدمات، وفق نظام دور إيواء المُعرّضات للخطر.
تشترط التعليمات الخاصة بتلك المنشآت، أن تكون حياة الأنثى مهدّدة بالقتل من أحد أفراد الأسرة، مع عدم وجود شخص قادر على حمايتها.
لا تُحتجز الفتيات في الدار من دون إرادتهن؛ إلا أن مبنى الدار يخضع لحماية أمنية مشدّدة في الداخل والخارج، عن طريق كوادر تتبع مديرية الأمن العام، وتُغطى تحركات النزيلات خارج الدار بواسطة “مفرزة أمنية”.
تتولى كوادر من الشرطة النسائية بلباس مدني، متابعة الوضع الأمني داخل الدار، ومرافقة النزيلات في حال خروجهن إلى المستشفى، أو الجهات الإدارية أو إجراء الزيارات.
تقول المحامية رضية العمايرة، المختصة في القانون الجنائي، إن ضحايا الاعتداءات المهدّدات بالخطر، يُنقلن بعد مدة إلى السجون بقرار من الحاكم الإداري؛ ليقضين أيامهن خلف أسوار السجن، لحين زوال الخطر عنهن.
🟥 تقدم فريق التحقيق بطلب إلى المجلس القضائي الأردني لإجراء مقابلة مع رئيس محكمة الجنايات الكبرى؛ بهدف الحصول على توضيح بشأن القضايا الواردة في التحقيق، ولم يتلقَ رداً حتى تاريخ نشر هذا التحقيق.
🟥 تقدّم فريق التحقيق بطلب إلى وزارة التنمية الاجتماعية، للحصول على موافقة لمقابلة نزيلات من دور الإيواء؛ إلا أن الطلب قوبل بالرفض.
🟥 تقدّم فريق التحقيق بطلب إلى محكمة الجنايات الكبرى في الأردن؛ للحصول على بيانات حول أنواع القضايا، التي تضمنت إسقاط الحق الشخصي، وفق جنس مرتكبيها؛ إلا أن المحكمة اعتذرت بسبب “عدم توفر البيانات”.
أريج-شروق النسور ومحمود الطباخ / موقع عمان نت
🔴 عندما ظهرت العارضة سلمى الشيمي في جلسة تصوير أمام الأهرامات ضجت مواقع التواصل مطالبة بمعاقبتها بعد تحقيق الدولة أمانيهم في معاقبة فتيات التيك توك والفنانة رانيا اليوسف بسبب فستانها
وتطوع محاميين برفع قضية ضد سلمى، نفس المحاميين الذين لم يحركوا ساكناً عندما تحرش طبيب بامرأة علناً في المواصلات
حتى نشرت صورة سلمى منكسرة أمام النيابة وظهرت في مقابلات إعلامية اهانتها، وهنا بدأت الفرحه تعم أولئك الذين طالبوا بمعاقبتها
🔴أحد التهم المضحكة التي وجهت إليها هي #إزدراء_الهرم، رغم أن ملابسها كانت أكثر أحتشاما من ملابس الفراعنه
🔴 عندما عرفت بالخبر انتابتني مشاعر الغضب والصدمة:
🔷️ فمن ناحية شعرت بالغضب من وضعي كأنثى في مجتمع رجعي يصر على فرض وصايته على ما أرتديه مقابل إعطاء الحرية للرجال بارتداء ما يشاؤون بل والسماح لهم بانتهاك حرمة جسدي
🔷️ ومن ناحية أخرى شعرت بالخوف من كوننا نعيش في غابة لا دولة قانون، فليس هناك قانون ينص على معاقبة النساء في تلك التهم، أضيفي إلى ذلك أن الكثير من السياح والفنانين التقطو صوراً في ذات المكان وبوضعيات أكثر عرياً، بل وتم تصوير فيلم إباحي فوق رأس الهرم نفسه، كما أننا اعتادنا على ملابس الفنانين في الأفلام والمسلسلات والتي تحوي مشاهد أكثر بكثير مما يحتويه التيك توك وجلسات التصوير
لكن معاقبة هؤلاء النساء كان لمجرد إرضاء الرأي العام الذي يتحرك بهاشتاق ويتوقف بآخر، ما يجعل كل فرد في المجتمع معرضاً لأن يكون ضحية للتحريض ضده فلا يجد من ينصفه في مجتمع مزدوج المعايير ودولة بلا قانون تحكمها قوة الأغلبية، ما يجعل ما قامت به الدولة خيانة لقيم الدولة والدستور وتعيدنا لممارسات رجعية إرهابية
ففي الدول التي تفتقر إلى العدالة والقانون ويشيع بها الفساد والقمع، تعمد فيها الحكومات إلى امتصاص غضب شعوبها عبر تلبية رؤيتهم للعدالة على المستضعفين لإيهامهم بأن أصواتهم مسموعه
وهذا يذكرنا بما كان يحدث في أوروبا بالعصور الوسطى
🔷️ مشاعر أخرى مخيفة انتابتني، عندما رأيت غضب الناس من تمتع امرأة بحريتها وسعادتها، مقابل فرحتهم بانتهاك حقوقها وإذلالها وانكسارها وحزنها
🔴 قد لا نتفق مع ملابس أو معتقد شخص ما وهذا حق لنا وقد ننتقده أيضا، لكن هذا لا يعطي لنا الحق في شتمه أو معاقبته أو إرهابه
حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين
وإن مجتمعاً يأخذ فيه الجميع حقوقه هو مجتمع أأمن من مجتمع تحكمه شريعة الغاب والإرهاب شريعة الأقوى والأكثر
كتابة: @emy.dawud
“قلبي يرقص من الفرحة”… كلمة نكررها جميعاً في مناسبات عدة، فتستجيب أجسادنا لقلوبنا، ونرقص على نغمات الموسيقى، أو حتى من دونها، لنعبّر عن فرحنا. نرقص في الأفراح، وأعياد الميلاد، وحفلات الخطوبة والسُّبوع، وحتى في الانتخابات.
“غصب عني أرقص”، كما غنّى محمد منير.
الحياة بسيطة، أو هكذا اعتقدنا. لكن مؤخراً قامت الدنيا على دكتورة جامعية رقصت في حفل زفاف ابنها، ما تسبب بفصلها عن العمل لتعيد لنا الذاكرة عن مدرّسة المنصورة التي رقصت مع زملائها المدرّسين في رحلة إلى النيل وأدت إلى فصلها من عملها وطلاقها وتبرأ عائلتها منها، وأصبحت حكايتها على كل لسان، ونهش المجتمع سمعتها، وكأن الرقص تحوّل فجأةً إلى “قضية شرف”.
ربط الرقص بالتخيّلات الجنسية
الرقص هو شرح لمشاعر وأحاسيس داخلية، وترجمتها على شكل حركة، كما يقول تامر عبد الغفار، وهو الرئيس الفخري لاتحاد الرقص الدولي، فنقول قلبي رقص من الفرحة، كما يقول لاعب الكرة: “أنا رقّصت الكرة”.
ويضيف الأخصائي أن المشكلة تكمن في تغيّر نظرة المجتمعات، فقديماً كان الرقص مرتبطاً بالمرأة البارعة أكثر في إظهار الأحاسيس الخارجية، لأن المجتمع والبيئة ما كانا يسمحان للرجل بالتعبير عن مشاعره، فمثلاً في المنطقة الصحراوية لم يكن مسموحاً للرجل أن يبكي، على عكس المرأة. “لكن مع ظهور التوجه الذي يتخيّل المرأة في شكلٍ واحد، هو الشكل الجنسي، بدأ الرجل يحاكم المرأة مع تزايد رغبته في التحكم بها، وارتبط الرقص بفكرة الشرف”.
كتابة: #هويدا_أبو_سمك على موقع @raseef22
Instagram will load in the frontend.=
🔴 ممنوع.. إنتِ بنت:
لأنها بنت يجب عليها أن تكون كما يريدون لا كما تريد
يجب عليها أن ترضى بالواقع مهما كان مراً
يجب أن تمضي كما أريد أنا
هذا واقع نعيشة في مجتمعاتنا وكأن الفتاة ليست إنسان، وكأنها بلا إحساس، بلا أحلام، بلا روح، مجرد ملك من الأملاك وشيء من الأشياء
لكن لا تسلب الحرية إلا من مذنب، فما هو ذنب المرأة
جميع المواقف المذكورة في المنشور هي مواقف حقيقية نقلت على ألسنة صاحباتها، وأنا أجزم أنك حين تقرأينها سيخطر في بالك مواقف مشابهة حدثت لك، ومهما حاولوا إدعاء أسباب أخرى وإختلاق أعذار، يبقى هذا هو السبب الحقيقي: “لأنك بنت”
تنشأ الفتاة وهي تستبطن أن أخاها أفضل منها وهو أكثر أهلية للحرية، يأكل أفضل منها ويتصرف وفق أهوائه، يدخل ويخرج كما يشاء، وتعنف هي إن حدث ودخلت البيت متأخرة عن موعدها ولو بساعة
إنها تفرقة جنسية وشرعية تحت تعليل أن الذكر لا يعيبه شيء وإن حدث وإن فعلت ما يعيب، فلن يغفر لها المجتمع صنيعها إلا بموتها بل تلاحقها اللعنات بعد الموت
إن المجتمعات التي تفرق بين الأطفال وتعاقبهم على ما حدث قبل ولادتهم إنما هي مجتمعات بلغت أشد أنواع الظلم والإستغلال لأنها تصدر حكماً على أبرياء صغار لم يشتركوا في الفعل الذي جاء بهم إلى الحياة
عبر عن كل هذه المهزلة #واسيني_الأعرج حين قال:
“ما معنى أن يكون الرجل رجلاً في بلاد فقدت رجولتها؟ ما معنى أن تكون المرأة إمرأة في بلاد أن يكون المرء فيها أنثى عليه أن يدفع الثمن غالياً”
تقول #نوال_السعداوي:
“قرأت في المدرسة عبارات التفرقة، سعاد تكنس وأحمد يقرأ، زينب تطبخ وسعد يكتب، كافحت بعدها لأتحرر من عبودية الكنس والطبخ وأنتزع حق القراءة والكتابة”
علينا أن لا نخدع بأن المرأة تبدو في الظاهر صالحة للحمل والحضانة فقط، فما ذلك إلا لأن حالة العبودية التي أنشئت عليها نساءنا أتلفت مواهبهن العظيمة
لذا.. مهما كان الأمر صغيراً، لا تقبلي أبداً عبارة “لأنك امرأة” كسبب للقيام أو عدم القيام به، فالمرء يبدأ بتنازل بسيط ثم تتحول حياته كلها إلى استسلام، ومن يعرف قدر نفسه يعز عليه أن يمضي في سبل لا تنتمي إليه
بل يجب على النساء أن يقمن بخدمة المجتمع والدولة، فإن الكثير من فقر العصر وشقائه يرجع إلى أن الرجل يمسك المرأة لنفسه كأنها نبات أو حيوان أليف، مجرد متاع فان، بدلاً من أن يمكنها من المشاركة في إنتاج الثروة المادية والعقلية وحفظها
🔴 مصباح علاء الدين:
طالما أنك تقول لابنتك لن تسافري حتى تتزوجين، ولا تقصي شعركِ إلا بعد وضع الخاتم بيدك، ولا تخرجين من المنزل هُنا وهُناك حتى يأتي فارس الأحلام، ولن تكملي دراستكِ حتى تتزوجين، وستعيشين أحلامك ولياليكِ المقمرة عند زوجكِ، وستملكين سيارة ورخصة قيادة إذا تزوجتِ فقط
فلا تلومها إذا ما ابتدأت ملامح الأنوثة تظهر لديها، ووصلت للمرحلة الإعدادية، وبدأت تسيطر عليها فكرة واحدة وحيدة، أن الزوج هو العصا السحرية التي ستعثر عليها بالساعة الثانية عشرة لتحقيق الأحلام
وبعد سنة ستجدها تتعلق بأي ذكر سواء كان مُعجب بها وحتى عابرًا معتقدةً أنه الفارس المنتظر
وبالثانوية العامة ستجدها ترقص فرحًا لأي رجل يتقدم لخطبتها وتوافق بسرعة لتدخل القفص الذهبي، الذي تكتشف فيما بعد أنه لا ذهبيًا ولا فضيًا، وأن هذا الفارس المزيف مهما قدم لها من أشياء لم يناسب طموحاتها وأحلامها
لذلك عليك أن تعلم ابنتك الاستقلال بذاتها منذ صغرها، أن تهمس لها كل ليلة: “صغيرتي أحلامك وطموحاتك لن يستطيع تحقيقها غيرك، ف يدك هي العصا السحرية، وأنا هُنا متواجد لمحاربة أي عائق يواجهك”، ولا بأس إن دعمتها بمساعدتك وافتخارك بها، إلى أن تجد الشريك المناسب لها، لتبني أسرة قوية متماسكة، صدقني فاض المجتمع بالتجارب الفاشلة والأطفال المشردة، بسبب رجعية الأفكار التي تزرعها بأطفالك
تقول #نوال_السعداوي: “علموا بناتكم الإستقلال الإقتصادي حتى يبحثن عن رفيق للحياة وليس عن عائل، وعلموا أبناءكم الإستقلال المنزلي حتى يبحثوا عن حبيبة وليس عن عاملة منزل”
لم يرد في القرآن أي نهي عن تعطر المرأة، ولكن وردت نصوص التعطر كلها في السنة
تقسيم الأحاديث الواردة في تعطر المرأة:
🔴 أحاديث أمرت بالطيب للمرأة:
🔷️ التطيب قبل الإحرام للمرأة:
عن عائشة قالت: كنا نخرج مع النبي إلى مكة فنضمد جباهنا بالمسك المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي فلا ينهاها”
🔶️ حديث صحيح
فقد قال شرح الحديث عن مضمونه: جواز تطيب النساء ولو بقي أثر الطيب باقيا
وقد حاول البعض أن يذهب بالحديث بعيدا عن معناه الواضح، فيقول: إن المسك المستخدم هنا لا رائحة له، بل للطهارة، وهو ما نفاه الإمامان ابن حجر والعيني، وأكدا أنه مسك أطيب من مسك الرجل
وذكرت إحدى صاحبات عائشة: أنها كانت تُغَلِّف رأس عائشة أم المؤمنين بالمِسْك والعَنْبَر عند الإحرام
ومن طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أمه وهي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: رأيت عائشة تنْكُث في مفارقها الطيب ثم تُحْرِم
🔷️ التطيب في حالة الطهارة:
عن عائشة أن امرأة سألت النبي عن غسلها من المحيض، فقال: “خذي فرصة من مسك، فتطهري بها” قالت: كيف أتطهر؟ فقلت: تتبعي بها أثر الدم”
🔶️ إذا هناك حالات تحتاج المرأة فيها بحكم طبيعتها لما تزيل به أثر الروائح الكريهة، وليست الدورة الشهرية هنا سوى حالة من الحالات، يضاف إليها حالات أخرى تعرفها المرأة، وإذا تطيبت المغتسلة هنا بالمسك، ثم خرجت فهل سيزول أثره؟ من المؤكد لا، بل سيشم
🔴 أحاديث في النهي عن التعطر عند الذهاب للمسجد:
🔷️ عن أبي هريرة قال، قال رسول الله: “أيما امرأة تطيبت، ثم خرجت إلى المسجد، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل”
🔶️ حديث ضعيف
🔷️ عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال رسول الله :”إذا شهدت إحداكن إلى العشاء، فلا تمس طيبا”
🔶️ حديث صحيح
جل شراح الحديث عللوا النهي بسلامة المرأة وخروجها ليلا في وقت لا أمان فيه، ولذا كان النهي عن صلاة العشاء، وليس صلاة المغرب، والذي يكون فيه بصيص من الضوء باقيا، ومن يرجع لشروح الحديث عند: ابن الملك والمظهري والتوربشتي وابن هبيرة يجد ذلك
🔴 أحاديث النهي عن التعطر خارج البيت:
🔷️ عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله: “أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية”
🔶️ مختلف في صحته
وبحسب شراح الحديث، يتحدث عمن خرجت من بيتها تريد إثارة الرجال، وليس الحاجة والتجمل، واللام في الحديث (ليجدوا) هي لام التعليل وهو ما ألمح إليه معظم الشراح كالأحوذي والطيبي والمناوي
#ملاحظة لا أتفق مع فتوى المفتي كونها لا تزال تمييزا ضد المرأة، لكن أتفهم صعوبة طرح الخطاب التجديدي وسط عقول تربت على خطاب اعتاد قمع النساء
تقول دينا (33 سنةً)، “في المدرسة الإعدادية، كان لي أصدقاء، شباب وفتيات، يدخنون بعد الخروج من المدرسة، وقررت أن أجرّب مثلهم، وأحببت رائحة الدخان وعددتها راحةً لي. ومنذ ذلك الوقت، لم أترك السيجارة على الرغم من اعتراض أهلي”.
دينا التي تعمل في إحدى الشركات الخاصة، أضافت: “لم تعلم أسرتي بأي شيء حتى وصلت إلى السنة الأولى من الجامعة، وبعد خلاف مع صديقة مقربة أخبرت أخي، الذي علمت بعد ذلك أنه فتّش غرفتي، ووجد علبة سجائر، وانقلبت الأسرة ضدي. ضربني أخي بشدة ومنعني الخروج إلا تحت إلحاح أمي لتقديم امتحاناتي، وقال إن هذه فضيحة، وأنه لا يمكن أن تكون أخته مدخنة”.
رأت أسرة دينا الأمر “انحلالاً أخلاقياً”، ونتيجته ستكون بأنها لن تجد عريساً محترماً يوافق على الزواج منها، على الرغم من عدم اعتراضهم على كون أخيها مدخناً.
تضيف دينا: “أقنعتهم بأنني أقلعت عن التدخين، وما عدت أدخن داخل المنزل، وإنما في العمل فحسب. بعض زملائي يتعاملون على أنه شيء عادي، ونظرات بعضهم تخبرني برأيهم بي، زميلات قررن أنني بلا أخلاق وابتعدن عني، وعدني بعض الزملاء جريئة، ومن السهل التقرب مني، وتعرضت للتحرش اللفظي من بعضهم، ولكني واجهت ذلك”.
“التدخين عادة سيئة”؛ جملة يتفق عليها كثيرون، ولكن لا تتعامل كل المجتمعات مع المرأة المدخنة كما الرجل المدخن. في بعض الأوساط يُعدّ تدخين الفتاة جريمةً، وفضيحةً للأسرة المحافظة.
وما زالت بعض الأوساط في مجتمعاتنا تتحكم بها الموروثات، وتنظر إلى المرأة المدخنة على أنها “سيدة بلا أخلاق”، تحاول أن تلفت النظر إليها، وتقلّد الرجل بأي وسيلة، ولو على حساب “سمعتها”.
في مجتمعنا السّجائر للرجل تفسد رئتيه، والسجائر للمرأة تفسد شرفها، لا أعرف إن كان قصدهم أن المرأة بلا رئتين، أم أن الرجل أساساً بلا شرف !
إن ترك التدخين من أجل تقليل مليارات الدولارات التي يصرفها العالم لعلاج السرطان، وحماية الكوكب من الضرر البالغ الذي يسببه دخان السجائر وأعقابها التي لا تتحلل وحماية الحيوانات من ابتلاعها وموتها متسممة، وحيث تعد أعقاب السجائر ثاني أكبر خطر يهدد البيئة بعد البلاستيك
لهو واجب علينا جميعا بغض النظر عن كوننا ذكوراً أو إناثاً
🔴 مفهومه:
التشييء: هو معاملة الشخص كشيء، مهملاً كرامته كإنسان
التشييء الجنسي: هو الفعل الذي يعتمد بشكل كلي على معاملة الشخص كأداة جنسية بدون الأخذ في الإعتبار شخصية أو كرامة هذا الشخص
يتضمن التشييء الجنسي للمرأة من قبل الرجل بالنظر إليها كأداة لإرضاء رغبته الجنسية عوضاً عن اعتبارها شخصاً کاملاً
يحدث تشييء المرأة من خلال الصورة التي يتم إنشائها عن النساء في وسائل الإعلام المختلفة وبالأخص الإعلانات التجارية، ويتجلى عبر الصورة النمطية لكونهن كائنات ضعيفة وهشة، بالإضافة لحصر الأدوار النسائية في الأدوار التي تعتمد على الإغراء الجنسي، ومن خلال مسابقات ملكات الجمال والتعامل معها وفقاً لمعايير الجمال التي يفرضها عليها المجتمع
🔴 آثاره:
يرتبط مفهوم التشييء الجنسي وبالأخص تشييء المرأة بالنظرية النسوية والنظريات النفسية المستمدة من الحركة النسوية
وترى العديد من النسويات أن موضوع التشييء الجنسي يلعب دوراً رئيسياً في عدم المساواة بين الجنسين
فالتحرش والاغتصاب وجرائم الشرف وحرمان المرأة العمل والتعليم والاستقلال والسفر تنبع جميعها من فكرة واحدة ألا وهي التشييء الجنسي للمرأة، فيغدو أي تصرف طبيعي للإنسان إغراءا إذا ما قامت به امرأة، وبالتالي تقمع حاجاتها كإنسان كي لا تفتن الرجل الذي يراها أداة لتفريغ الجنس
🔴 أشكاله:
تقول الفيلسوفة #مارثا_نوسباوم: أن التشييء يتواجد في حال تواجد إحدى العوامل التالية:
🔺️ التعامل مع البشر كأدوات لتحقيق الأغراض، مثال: التسول باستخدام الأطفال
🔺️ رفض الاستقلال الذاتي والجمود والتعامل مع الآخر على أنه ينقصه الوكالة أو حق تقرير المصير، مثال: الوصاية والولاية على النساء
🔺️ الملكية بالتعامل مع الأخر كما لو أن شخصاً آخراً يمتلكه، مثال: “لا يقتل الوالد بولده” والطاعة الزوجية بدل المشاركة
🔺️ البضائع أو السلع المماثلة حيث يتم التعامل مع الآخر على أنه قابل للاستبدال، مثال: زوجتك وصلت للأربعين ليه ما تطلقها وتاخذ وحده جديدة صغيرة أو عدد فوقها
🔺️ إمكانية ارتكاب العنف حيث يتم التعامل مع الآخر على أنه مسموح به التلف أو التدمير، مثال: “عادي ضربك عشان مصلحتك” وتعنيف المرأة أو تقبل العنف الممارس عليها وتبريره وارغام المعنفة على الرجوع لمعنفها والتملص من وضع قوانين جادة لأنهاء العنف ضد المرأة
🔺️ رفض الذاتية حيث يتم التعامل مع الآخر كما لو لم تكن هناك أي حاجة إلى إظهار الاهتمام بمشاعر وخبرات، مثال: تناول موضوع المرأة داخل إطار تقييم الشكل والتركيز عليه والتجاهل التام لمشاعرها أو خبراتها إذ يتم اعتبارها إما لوحة جميلة وإما حلوى مغلفة
بعض الخطابات تستخدم طريقة رقيقة لتشييء المرأة، فيشبهونها مثلاً بالجوهرة، لكن هذا قمة الإهانة لها
فلو غرقت جوهرة وامرأة ستنقذ المرأة بالطبع وليس الجوهرة، أيضا يمكنك بيع الجوهرة لكن بيع امرأة جريمة
إذا تشبيه المرأة بالجوهرة هو انتقاص منها وليس تكريماً لها
🔴 أسبابه:
🔺️ إما لأن هؤلاء لا يستطيعون إستيعاب أن المرأة إنسان مثلهم تماما فيلجأون إلى الصور التشبيهية لمحاولة وضع المعايير المناسبة لها
كأن يرى أن الحجاب واجب عليها لأن التفاحة تتأكسد إذا قشرتها أو أن السلحفاة تصبح سحلية دون هيكلها
(حتى صورهم التشبيهية خاطئة تفشير التفاحه يقابله نزع الجلد عن الجسد وهيكل السلحفاة يقابله العظم عند الانسان 😩)
🔺️ أو أنهم لا يدركون قيمة الإنسان وما يميزه عن الجمادات كونه يمتلك العقل والإدراك وحق الاختيار والاعتقاد
دعوكم من هذه التشبيهات، لأنها تهين قائلها قبل أن تهين المرأة، ذلك أنها تعطينا لمحة عن مدى قصور عقل المعتقد بها بأنه غير قادر على فهم أبسط المصطلحات وأكثرها انتشاراً (مصطلح إنسان)
تقول #سيمون_دي_بوفوار: “إحدى أكثر الطرق فعالية لقمع المرأة هي خداعها عن طريق ربط الأنوثة بالضعف، وتبرير التملك والتحكم بالحب والغيرة، أنت ملكة أنت جوهرة، الصوت العالي يقلل من أنوثتك، العناد والعصبية تجعلك كالرجل
كل هذه التوصيفات من شأنها سلخ صفة الانسانية من المرأة وتحويلها إلى جماد لا يحق لها أن تغضب أو تمتلك رأيا مغايراً كباقي البشر، وإلا لم تعد أنثى”
على الرجال أن يفهموا أن موضوع الأنوثة خاص بالأنثى، من يريد أنوثة بمعاييره فليصبح أنثى ويطبق أفكاره على نفسه
وتقول @nadalahdal: “أوهموا النساء في الوطن العربي بأن المرأة عندما تكون في طابور يتم تقديمها في البداية، وعندما تكون المرأة في السيارة لا يتم تفتيش السيارة، وأمثلة قليلة جدا وربما هذا كل شيء أعطي للمرأة
في الوقت الذي سلب منها كل شيء في الحياة، الحرية والعمل والتملك والتحدث واعتبروها ناقصة عقل ودين وعار وعورة وتضرب
ولكنها توهمت أن تقديمها في الطابور جزء من تقديرها، ونسيت أن هذه الميزة تقدم للأطفال القصر أو المعاقين حركيا أو الأشخاص الأقل عددا
ثم اعتقدت بأنها حصدت كل حقوقها، وأنها تميزت عن سائر العالم”
كتابة: @emy_dawud
كاريكاتير: @serajtoon