“كن رجلاً”، “الرجل الحقيقي لا يبكي”، “توقف عن التصرف كفتاة”.. الخ
هي جمل تفقد الرجل إنسانيته، وتجرده من مشاعره وتكبتها، وتلقي عليه عبئاً مخالفاً لفطرته كإنسان، فتظهر عليه سلوكيات لا إنسانية، وتضع عليه ضغوطات تتسبب في جعل الرجال يحققون أعلى نسب إنتحار على الصعيد العالمي، لذا فإننا نرى أن الرجل أيضاً أحد ضحايا المجتمع الذكوري
في اليوم العالمي للرجل، وبدلاً من مطالبة الرجال بالتزمت، دعونا نسألهم كيف حالهم
ونحن بدورنا نسأل الرجال أصدقائنا في الصفحه الذين خلعوا ثوب الذكورية ونادوا بالعدالة والمساواة.. كيف حالكم ؟
عن الرجل
بالتحديد في هذا الجزء المقيت من هذا العالم
تحتاج أنت كرجل أن تمر بمعضلة مريرة في حياتك لتمتلك الوعي والإدراك للظلم والقهر الواقع على المرأة
لتدرك حجم استحواذ الذكورية والسلطة الدينية الغير المنطقية على حقنا في الحياة بسلام وتحديداً النساء منا
كنت جزءاً من فريق دعم فتاة بقضية تحرش جنسي كانت هي شجاعة بما يكفي لتؤمن أن من حقها أن تدافع عن نفسها ومن واجب الدولة والقانون أن يحميها، لكن أي قانون ذلك الذي وضعة رجل وحرره رجل ووافق عليه رجل سيكون في صالح المرأة ؟
تلك التي لم يتم إشراكها في أي مرحلة من صنع هذا القرار
أمر تافه صحيح ؟
تخيل نفسك بدلا عنها
هل تشعر بالسخافة ؟
يعني من الأساس من له دخل في حياتك ليقرر قراراً شخصياً ليس له علاقة به بالنيابة عنك؟
أو بدون حتى مشاورتك أو سؤالك، فقط لأنهم قررو أنهم (يعرفون مصلحتك أحسن) وأنهم (بدهم راحتك وبدهم يحموك)، هل تستطيع التعايش مع هذا فكرة؟
حسناً ما رأيك لو أصبح رفضك لهذا القرار جريمة؟
كيف ستشعر؟
انت تشعر بالإشمئزاز لأنك حتى تفكر بهكذا أمر غبي صحيح؟
حسناً، ممتاز، هذا هو أعزائي شعور المرأة في أغلب الأحيان من حياتها بسبب كل القوانين والأعراف المستبدة بها والتي تقرر عنها حياتها ومصيرها وتجبرها على العيش تحت قرارات لم تكن هي جزءاً من صناعتها
متى ستستطيع المرأة أن تعيش بمجتمع آمن، تلجأ فيه للقانون والقضاء إن تجرأ أحد على الاعتداء عليها ؟
لن تسعفني الكلمات لأصف مدى حزني وألمي لكل ما يحصل في هذا العالم من ظلم وأسى
لمن يقولون، المرأة ماخده كل حقوقها عنا، كيف حالكم؟
كتابة: @chef_elyan
أريدك أن تدرك أن الحقوق المتساوية مع المرأة لا تعني حقوقاً أقل لك، هذا لا يعني سوى تكافئ الفرص للجميع بغض النظر عن أجناسهم
وأن المطالبة بالحرية التي تستحقها النساء كذوات إنسانية ليس إضعافاً لك ولا تقليلاً من شأنك
أريدك أن تفهم أن دعم المساواة بين الجنسين لا يدني من قيمتك كرجل بل يجعلك رجلاً سوياً وواعياً يدرك أهمية الجنس الآخر في حياته
أريدك أن تفهم أن تفوقك الجسدي وحده لم يطور هذا العالم أبداً، بل عقولنا من فعلت هذا، وعقل المرأة مساوٍ تماماً لعقلك
لذا يجب عليك أن تتعامل مع النساء من حولك باحترام كما تتعامل مع الذكور، معاملة عادلة ومنصفة كما تحب أن يعاملك الآخرون
يعترض بعض أصحاب المنهج الذكوري على كوني فيمينست بقولهم إن هذا الأمر سيؤثر علي شخصياً حيث إنني كلما سمحت للمرأة أن تساويني كلما كان من الصعب علي (التحكم بها) في عائلتي سواء كزوجة أو أخت أو إبنه
السبب أنهم يعتبرون أن تحكم الرجل في المرأة هو النمط الطبيعي لتسيير الحياة، حيث أن المساواة والمشاركة تعتبر سلوكاً شاذاً لم يعتادوا عليه، وهذا يبين لنا كيف يمكن للمنهج الذكوري أن يمسخ المنظومة الشعورية للفرد، فيشعر أن علاقة (السلطان والجارية) هي الصحيحة وعلاقة (الإنسان والإنسان) شيء خارج عن المألوف
والمحزن حقاً أن المرأة الذكورية هي مدافع عن علاقة السلطان والجارية، حيث ترفض أن ترتبط برجل يساويها لأنها تعتبره ناقصاً لا يمكنه إدارة شؤونها كما صاغ لها المجتمع
لكن أنا كرجل نسوي، كيف استطعت أن أتقبل نظرة المجتمع الذكوري لي؟
وكيف استطعت أن أتكلم باسمي وبشكل صريح عما أؤمن به من مبادئ بدون اي تردد؟ لماذا لم يكن حسابي وهمياً؟ سؤال كثيراً ما يتم طرحه علي وسأجيب عنه،،،
بصراحة أنا لم أتقبل نظرة المجتمع لي، وأكون كاذباً إن قلت إنني سأتقبلها يوماً ما
لكنني ببساطة لا أهتم لنظرة المجتمع، بل أنا لا أهتم للمجتمع كله كيفما كان !
لماذا؟، لأنني عرفت كيف أتصالح مع نفسي،،
أنا متصالح تماماً مع ذاتي مع مبادئي مع أفكاري مع كل ما أؤمن به، وهذا سر قوتي
يبدأ التصالح مع الذات بتقبل فكرة أنك مختلف، نعم أنت تختلف لكنك فخورٌ بإختلافك بحيث تؤمن بأنك على صواب حتى وإن قال لك العالم أجمع أنك على خطأ
أن تتصالح مع ضميرك وأن تستمع له، وأن لا تخاف من المشي عكس الطريق الذي رسموه لك ومن السباحة عكس التيار الذي وضعوك فيه
أنا لا أخاف مما قد يظنه المجتمع بي ولا يهمني من يقول إنني ناقص رجولة
ففي النهاية لا أحد يمكنه أن يقيمني
كتابة: @hussalem0 و @mahmoud_ri2
لا أنكر أثر المجتمع في توليد الصورة النمطية للأنثى في عقلي ونظرة قوامة الذكر على الأنثى المفهومة خطأ في مجتمعنا، ولكن كل شيء تغير بعد سفري..
بدأت الحكاية بعد تخرجي من الجامعة بعد سماع أن الأول على الدفعة التي بعد دفعتي قسم الهندسة كانت أنثى، إنتابني شعور الهزيمة وكنت وقتها أجلس مع أصدقائي من نفس دفعتها وشرحو لي مشروعها وكيف كانت هي وصديقاتها يستعرضن المشروع
وبدأ حوار التشكيك بإمكاناتها وقدراتها وأن كل ما حصلت عليه هو نتيجة لإعجاب دكتور الجامعة بها، وأنها لا تملك تلك القدرات، وأن مشروعهم كان من أحد الشركات الخاصة
تشكيك المواطن العربي بأي شخص ناجح حتى يعطي لنفسه المبررات فما بالكم إذا كانت أنثى،
حديث طويل وهجمات شرسة، وبعدها بأسابيع سمعنا أنها حصلت على منحة لأمريكا وكانت التزكية من دكتورنا، وكان لا بد من جلسة ثانية
ملخص الجلسات هو رفض ذكورتنا أن تتفوق عليه أنثى وفي مجال هندسي يصنف أنه قسم ذكوري
اليوم وبعد سفري لأكثر من ٧ دول وعملي مع مديرة أنثى، أقف ضاحكاً على تناقضات كانت تتملكني بين دعمي لحقوق وهجوم على متميزات
المضحك أنني كنت من المدافعين والمدعين لحقوق المرأة، إلا أن عقلي الباطن وبعض ردود أفعالي كانت رافضة لتميزها كونها فقط أنثى، له عيب عليك يا رجال..
بين تأييد ظاهر وعقل باطن محشو بمرجعيات دينية لا أصل لها من التأصيل الديني، وبداوة لا أصل لها من التحضر كثير ممن بقي في بلدي مشبع بالتهجم الأعمى على المتميزين لتبرير فشلهم وتكون الهجمات أعنف كونها أنثى
كانت دائما نصيحة محيطي تزوج من هي أقل منك مرتبة علمية ومن هي أقل منك درجة اجتماعية “حتى لا تشوف حالها عليك”..
أذكر قصة نجاح أمي بعد وفاة أبي وتربيتها ل ٧ أطفال ونجاحها بمشروعها، اتهمت بكل شي إلا أنها إنسانة ناجحة !!
وإن كان وصف التشريف لها كان بأنها “عن مليون زلمة”
وعندما قررت الزواج بعد والدي كحق بسيط لها وهي بعمر الثلاثينيات اتهمت بكل شيء إلا انها طلبت الحلال
المطلقة الأرملة والعزباء تتهم بالفشل، أما الأرمل الذكر أول نصيحة له تزوج
والناجحة تتهم بكونها استخدمت جسدها وعرضها لنيل المجد
أما الناجح فيؤخذ على أنه نموذج طبيعي لكل الرجال
اليوم أعمل مع مدير أنثى متميزة بدولة غير عربية، لم يعد الجنس أو الدين أو العرق مقياس لأي شخص في عقلي .. ف #كلنا_واحد
وبالمناسبة نفس الفتاة أكملت الدكتوراه وحصلت على جائزة لرسالة الماجستير وحاليا هي معيدة في احدى الجامعات الأمريكية.. كل التوفيق لها طبعا ☺️
كتابة: @albertad863
يروي صديقي @hussalem0 تجربته فيقول:
عندما كنت في المدرسة وتحديدا في المتوسطة دخل علينا معاون مدير المدرسة وطلب من كل واحد فينا أن يخبره باسم أمه ليضعه في سجله المدرسي
بدأ الاستاذ بمناداة الطلبة بالترتيب الأبجدي وكان كل طالب يصله الدور يذهب ليهمس في أذن الأستاذ ليخبره عن اسم امه
فکرت هل سأفعل مثلهم أم سأخالفهم وأكون محط أنظار الكل؟
هل سأتقبل النظرة السلبية والإنتقاد والسخرية؟
حين وصلني الدور وسألني الأستاذ تحرك صديقي الذي يجلس في جانبي لأنه ظن أنني سأقوم وأهمس للأستاذ كذلك، لكني لم أتحرك بل قلت وبصوت مسموع من مكاني (أمي إسمها أزهار محمد)
نظر إلي جميع الطلبة وضحك بعضهم واستغرب البعض الآخر، حتى الأستاذ استغرب، نعم لقد قمت بما يخشاه الآخرون، بما يعتبرونه عاراً وانتقاصاً من کیاني کرجل فهم الآن يعرفون إسم أمي، وهذا يعتبر في رأيهم عار، لكن بوقتها لم يهمني كل ذلك، بل كان يهمني ما أؤمن به فقط
نعم ذلك الأمر أعتبره بداية الشرارة التي جعلتني أستطيع أن أقف بوجه رأي المجتمع تجاه ما أؤمن به، فأنا لم أستطع بوقتها أن أخفي إسم أمي وكأنه عار يجب إخفاؤه
والجميل أن بعض من كانوا بعدي تشجعوا ونطقوا أسماء أمهاتهم دون خجل، فقط لأنني أعطيتهم الدافع لذلك
فأضفت إلى ما قال:
بينما تخشى أنت أن تقول اسم أمك أو تكشف أختك صورتها هويتها، كانت الأنثى في العراق في الحضارة السومرية آلهة
ك #نمو آلهة البدء والمياه الأولى
و #إنانا آلهة الطبيعة والخصب والدورة الزراعية
وفي بابل #ننخرساج الام والأرض
و #عشتار عيش الارض
وفي كنعان #عناة و #عستآرت
وفي مصر #نوت و #إيزيس و #هاتور و #سيخمت وغيرهم المئات في مختلف الحضارات
وأمهات المؤمنين لديهن أسماء يعرفها الجميع
وكان العرب ينتسبون إلى أمهاتهم (ك شرحبيل بن حسنة) أو أخواتهم (ك أخو هذله)
فعلام تتنطع أنت؟ هل أن أكثر قداسة من الآلهة؟ أم أكثر تدينا من الأنبياء والصحابة؟ أم أنك أكثر عروبة من العرب أنفسهم؟
هون على نفسك
ولدت في مجتمع ذكوري، كان مطلوباً مني كذكر الكثير..
ففي مجالس الرجال وجب علي أن أكون الجاد المتجهم والمبتسم برزانة لأنه ليس من شيم الرجال أن يكونوا كما هم كطبيعتهم، ووجب علي الجلوس مثل الرجال والإستماع لكل كلمة لم يكن يعنيني منها أي شيء سوى صياح الأطفال في الخارج !!!
كبرت و مع كل سنة تثقل المسؤوليات..
وكانت تتصدر الجرائد عناوين أن أكثر المصابين بالجلطات وتصلب الشرايين هم ذكور !!، ليس لخلل وراثي في هرمون الجنس لا ولكن لخلل فكري في عقول مجتمع يطلب من الذكر أن يكون سوبر مان بصرف النظر عن كونك شاعري عاطفي أو مزاجي !! فهذه كلها صفات أنثى لا يجوز أن تبوح بها أو أن يكون لك إهتمامات في الفن الرقيق أو الألوان أو الموسيقى التي تجعل منك “شخص ناعم”
وفي كل مرة أسمع كلمات من قبيل: “عيب” “استحي” “إنت رجال”، أعدل جلستي وأخشن نبرة صوتي وأعبس الوجه لإنه “هيبتنا بكشرتنا” حتى أصبح الشعب عبوساً فخوراً بهذا العبوس الذي انطبع على القلوب وصرف كثيراً من السياح عن بلادنا !!!
كان علي أن أجتهد أكثر لأن “الرجال بيعيبه جيبته” وأنت كرجل مسؤول عن عيلتك،
بدك تتزوج وحدة أحسن منك ومتعلمة أكثر منك؟ عيب لازم تشتغل أكثر ولازم تأمنلها المهر وتفرش البيت لأنه إنت الرجال
كانت الأنثى تظن أنها معززة بهذا الحوار ولم تعلم أنها مهمشة وأنها ليست إلا قطع من قطع أثاث البيت لا سلطة لها حتى على نفسها ولا حق لها لأن الذي ينفق هو الذي يتحكم !!!
وبدل من أن تكون علاقة الزواج شراكة أصبحت تملك وسلطة وتحكم
ضغوط الحياة ومسؤولياتها ولعنة أصحاب العمل الذي لا قرار له إلا أن يبقى به كانت تزيد المأساة
في الوقت الذي كانت مجتمعات التي يتشارك بها الطرفين في المنزل أقل ضغطاً وتعطي خيارات أكثر للرجل، وعادي رجال يكون house husband، بس عنا بسموه زوج الست !!
هذا جعل كثير من الشباب يعزف عن الزواج ليس لقلة المال فقط ولكن لراحة البال أيضاً، حتى وصلنا لأرقام قياسية في العزوبية ومجتمع يعاني من وحشة القلوب وجفاء الحب فيها..
تجاهلنا علاقات الحب والعاطفة التي تجعلنا منتجين أكثر وصار تفكرينا مشتت، طاقات تهدر على اللاشيء
كثير من الذكور يعتقدون أن الذكورية لصالحهم وإلى الآن لم يدركوا أنها لعنة على الطرفين، ما بين “تهميش وتجحيش”
لغينا الشراكة ورفضنا الضعف ورفضنا الدمعة من عين الذكر لأنه رجال وسميناها قهر الرجال مع أن الرجال كل يوم يولدون بمجتمع ذكوري يقهرهم فيه كل لحظة في اليوم !!!
كتابة: @albertad863
“خليك رجال ولا تبكي متل النسوان! أنت الرجل في البيت! امشي مثل الرجال! احكي مثل الرجال!
كن رجلاً ولا تقل يوماً أنك تعبت أو خفت أو رق قلبك! كن رجلاً وصاحب ألف صبية وتزوج من لم تصاحب يوماً أحداً!
كن رجلاً واغسل شرف العائلة والأمة والدين! لا تبك، لا ترأف! اضرب وكن قاسياً وفظاً وخشناً كالرجال!
كن رجلاً وسيطر على رغباتك ومشاعرك وسلوكياتك الرقيقة المؤنثة، ومن الأفضل لو استطعت محقها تماماً!”.
جمل كهذه تستعمل في اللغة العربية لبث الانضباط شديد القسوة في أنفس الصبية ومكافحة “الانحلال الاصطلاحي” ضد هويتهم البيولوجية. لطالما فتكت هذه الجمل بي وبأصدقاء كثر، ظلوا إثرها في حرب داخلية شعواء لإثبات رجولتهم، بطرق عدوانية غالباً، دمرت ما حولهم ودمرتهم، ظناً أنهم سيجدون معها ما يشفي عقدتهم.
في ظل القيم الأسرية المحافظة، وفي المجتمع المتطرف بقوميته، تم تلقيننا العنف صغاراً، أنا وأنت وهو
فقد أيقنت أن لعبارة “أنت لست رجلاً حقيقياً” وقعاً أشد وطأة وأذى على الصبية والمراهقين، فلا طفل يريد أن يبكي أمام رفاقه كيلا ينعت بالـ “حريمة”، ولا طفل يريد أن يلعب مع البنات كيلا يطرد من شلة الصبيان، ويتهمه الأهل بخللٍ في رجولته، ولا أخ يريد أن يعترف أمام أبيه أن له صديقة أيضاً مثلما لأخته صديقاً، وأنه لذلك لا يجد سبباً لملاحقتها وتأنيبها وتعنيفها، لكنه رغم ذلك يلاحقها ويؤنبها ويعنفها، ليس خوفاً من أبيه، بل من ذات ذكورته التي تعشش مع الوقت والعادة في اللاوعي.
أما إشارة سن البلوغ الخضراء، فتبدأ بالإضاءة عندما يبدأ الطفل بملاحقة أخته وأمه وكل بنات عائلته “على الدعسة”، محولاً مستقبلهن التعليمي والمهني والزوجي، وشعرهن وجلودهن وأصابعهن وآذانهن وألسنتهن، إلى شرف، يصير هو صاحبه بين ليلة وضحاها.
لجرائم التعنيف وجهها الآخر الذي لا يقوم على التمايز الراديكالي في قطبي الجنس فقط، وإنما على فكرة مبارزة الذكورة أمام ذاتها، فعندما تهان صورة الفرد الذكر في بلاد القائد الواحد/ أو القضيب الواحد، يفر الذكر الصغير من الذكر الأكبر، لتعنيف المرأة ونحرها، مرمماً أيقونة الذكورة المجروحة فيه، مخفياً ذلك خلف تسميات أصولية كالغيرة والشرف والعرض، فلولا ذلك لظلت ذكورته فارغة وعديمة.
بتعنيف المرأة والاغتصاب يوهم الرجل الذكوري نفسه بانتصاره -على الأقل في سريره- ضد حرب الإذلال التي يخسرها في حياته اليومية، أمام ذكور مجتمعه الأكبر في الأسرة والدولة، لضمان هويته والحفاظ على نرجسيته الذكورية الهشة، مكملًا بذلك دورة سياسية القضيب الواحد، تحت حكم نظام القائد الواحد.
كتابة: #عبد_الرحمن_القلق على موقع @raseef22
تعني ببساطة أنه كائن صغير، تصرفاته غير منطقية وتتسم بالفوضى، ويحتاج إلى الاهتمام الدائم إذ لا يستطيع الاعتماد على نفسه، لذلك هو في حاجة دائمة إلى من يرعاه ويحرسه، كما لا يمكن التنبؤ بأفعاله، ولا يحمل مسؤولية تصرفاته.
أصبح الآن جلياً أن هذه العبارة التي تبدو بريئة في ظاهرها، تحمل في باطنها للمرأة التعب والشقاء والسهر والصبر والتحمل والتضحية والعفو والاحتواء.
? لو فكرت أي امرأة في هذه العبارة، لتوقفت في الحال عن التسويق لها ونقلها من جيل نسائي إلى آخر من دون الوعي بكمية الدمار النفسي الأنثوي الذي خلفته هذه العبارة وشبيهاتها التي تسعى إلى جلد المرأة نفسياً وإنسانياً، وتحميلها كلياً مسؤولية أي خلل في العلاقة، أو أي تعاسة في حياة الرجل، فقط لأن هناك فكرة ظالمة تم تناقلها عبر الأجيال في مجتمعاتنا، تصب في مبدأ أنه لا مكان للشريكة الحبيبة في حياة الرجل، وإنما للأم البديلة التي تتحمل المسؤوليات بصمت وتضحية وبكل تقبل ورضا.
تستحق أي امرأة أن تكون جزءاً من علاقة ناضجة واعية، تكون فيها الحبيبة والصديقة والشريكة الداعمة، التي تحصل في المقابل على الدعم المعنوي والتحفيز الدائم لتنجح في الوصول إلى أهدافها هدفاً تلو الآخر.
? هذه العبارة وأخواتها تحمل إهانة لرجولة الذكر، وهنا حتماً لا أقصد أعضاءه الجنسية التي في مجتمعنا غالباً هي رمز الرجولة، بل رجولته المتعلقة بعقله وذاته ونضجه.
كما أن الرجل كان في الماضي طفلاً له أم ترعاه وتغفر له سوء سلوكه، وتحتمل فوضاه، ثم انتهت كل تلك الطفولة حين بدأَ بالتمرد على والديه لحظة دخوله سن المراهقة، عندما اعتقد أنه بمجرد ظهور شاربيه قد امتلك الحكمة وأصبح “سوبرمان” قادراً على تحدي الكون والولاية عل نفسه وعلى النساء والأطفال من حوله، إذا بأي حق يريد بعد ذلك أن يبحث عن أم جديدة متجسدة في هيئة حبيبة أو زوجة، يرمي عليها فشله لتقابله بالدعم، وحماقاته لتقابله بالاحتواء، وخياناته لتقابله بالغفران، والفوضى لتقابله بالتحمل والمسؤولية؟
? إن العلاقة بين المرأة والرجل هي تقاطع محورين في نقطة ارتكاز، وتمثل نقطة الارتكاز هذه التكافؤ العقلي والعاطفي والإنساني بينهما، مما يلغي احتمال وجود أطفال غير مسؤولين في العلاقة، وإنما شريكان حقيقيان قادران على تحمل مسؤولية تصرفاتهما وأطفالهما
كتابة: #فاطما_محمود_خضر على @raseef22
هل سمعتِ، عزيزتي، بمصطلح “Mansplaining”؟
إن لم تسمعي به، أراهن بأنك عشته في مواقف عديدة
إذا سمعتِ إحدى هذه العبارات أو ما يشابهها، عليكِ أن تعلمي مباشرة أن المتحدث إليكِ يمارس التنظير الذكوري. فيجب إيقاف محادثته أو منع سلوكه
يشير “المانسبلينيغ” إلى ميل الرجال إلى توضيح الأمور للنساء تشدقا بأنهم أفهم منها، بل إن غالبيتهم قد يذهبون إلى شرح أمور تخص النساء حصراً مثل الحمل والولادة والحجاب وأنوثة المرأة وعقلها وطبيعتها وجسدها وما يناسبها وما لا يناسبها بل يصل الأمر أن يتخذوا قراراتها عنها أو يحرضوا عليها الذكور من حولها
يرادفه في اللغة العربية الفصحى: “التنظير الذكوري”، وفي العامية: “أبو العريف”
ينشأ “التنظير الذكوري” كرد فعل على وجود النساء في فضاء كان مسيطراً عليه تقليدياً من قبل الرجال، وتعبيرهن عن تجاربهن الخاصة
ومثل كل ردات الأفعال فإن التنظير الذكوري أوضح وأغرب بكثير للجميع ماعدا الشخص الذي يقوم به
إن الموروث الثقافي المتدني في المجتمع يكرس لدى الذكر منذ ولادته أفضلية مزعومة دون مقومات حقيقية، ويكرس لدى الأنثى الإحساس بالضعف وقلة الحيلة دون سبب منطقي
تستند هذه التفضيلات غير الواعية، إلى وهم عاشت فيه أجيال وأجيال حتى أصبح موروثاً مستنداً إلى أقاويل دينية، مثل: النساء ناقصات عقل ودين، الرجال قوامون على النساء، رفقاً بالقوارير، شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل…الخ
إضافة لعبارات وردت في بعض كتب الحديث والتفاسير تصور المرأة باعتبارها أقرب إلى النعجة، وتوصف مراراً بأنها المركوبة
على سبيل المثال، ستقرأ في القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): «والعرب تكنى عن المرأة بالنعجة والشاة؛ لما هي عليه من السكون والعجز وضعف الجانب. وقد يكنى عنها بالبقرة والحجرة والناقة، لأن الكل مركوب مثلها»
وستقرأ في كتب أخرى حديثاً ينسب للرسول يساوي المرأة بالكلب والحمار يقول: {يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل} والذي رفضته عائشة رفضاً قاطعاً لكنه لا زال متداولاً
فأصبح الرجل في مجتمعنا هو خليفة الإله على الأرض وبالطبع، لديه دائماً من الحجج والدلائل والبراهين ما يثبت صحة كلامه
في مجتمع ذكوري متجذر فيه سلوك التنظير الذكوري، لا بد من تسليط الضوء على هذا السلوك اللاإنساني واللاعقلاني، لتكون كل أنثى على دراية بأن هذا السلوك قائم حتى لو كان غير مرئي وغير ملموس
وعليها مواجهته وتحديه بثقة تامة لكونها مكتملة العقل والقدرات الذهنية وقادرة على الحوار وإبداء الرأي في مجال تخصصها وثقافتها واهتمامها
وإن أخطأت أحياناً، فالخطأ لا يرتبط بالجنس النسائي حصراً
بعد أيام قليلة سيصادف مرور #يوم_الاب_العالمي
العيد الحقيقي اليوم هو لهؤلاء الآباء الذين خلعوا ثوب الذكورية وحققوا العدالة والمساواة، هؤلاء الذين قرروا ترك المجتمع خلفهم والسير في صفوف النسوية، محققين ما نحتاجه اليوم وكل يوم.
في عيد الآباء هذا أشعر أكثر من أي وقت بوقع “النظام الأبوي القاتل”، أشعر به وأراه في عيون النساء والأبناء والبنات الذين قرروا مواجهة أفراد منزلهم وقد يتعرض بعضهم لعنف نفسي وجسدي يومي، أراه في عيون الأطفال الصغار الذي يربيهم النظام على “أنت صبي مش لازم تبكي” و”أنت بنت شرف العيلة”، أراه في السجون الصغير التي تسكن في غرف المنازل، في أصوات الضربات المرتفعة وفي الأفراد الذين استبدلوا عائلاتهم بأصدقاء فقط.
في عيد الآباء، أطلب من أصدقائي أن يساعدوني وغيري لأن نحتفل بعيد للآباء، بعد أن نخلع ثوب الذكورية التي تسكن داخل كل شخص فينا، وأن نسير نحو عدالة اجتماعية شاملة للجميع، علّ سجون هذه البيوت تتحول إلى جنات حقيقية
في عيد الآباء، لا أطلب من أصدقائي أن يتخلوا عن الفومو، بل أطلب منهم أن يساعدوني وغيري لأن نحتفل بعيد للآباء، بعد أن نخلع ثوب الذكورية التي تسكن داخل كل شخص فينا، وأن نسير نحو عدالة اجتماعية شاملة للجميع، علّ سجون هذه البيوت تتحول إلى جنات حقيقية.
في عيد الآباء هذا سأخبركم بقصة والد صديقي الذي أخبرني ذات صباح صيفي جميل، أنه هو من يقود القطار، وعلى جميع أفراد العائلة أن يركبوا هذا القطار لكي يقوده حسب الوجهة التي يريد هو، فما كان منّي إلى أن قررت أن أترجل من هذا القطار في أول محطة، حيث ذهبت بعدها إلى أول متجر في المدينة واشتريت دراجة لشخص واحد، لي، أقودها حيثما أريد وكيفما أريد… له ولكل الأبويين الذين يقتلوننا كل يوم، سنقود دراجتنا باتجاه الوجهة التي نريد.
كتابة: #فرح_البعيني على @raseef22