التعدد
? سلبيات تعدد الزوجات:
١) ما تصير إليه العلاقة بين الزوجات من عداء يؤدي إلى تعكير الحياة الزوجية، فينشغل بال الزوج بحل الخلافات بين زوجاته، فتصبح حياته جحيمًا وحياتهن نكدا
٢) انتقال الخلافات بين الزوجات إلى أبنائهن، فينشأ الخلاف والبغضة بين الإخوة، وذلك يجلب للأسرة التفكك
٣) الأمراض التناسلية خصوصا الفطريات والالتهابات
٤) الانفجار السكاني والبطالة
٥) إستحالة أن يعدل الزوج بين زوجاته وخاصةً في محبتهن، وكذلك في معاملتهن والنفقة عليهن، فربما مال الزوج للزوجة الجديدة، مما يؤلم الزوجة الأولى فتشعر أنّه جاء من يقاسمها حبّ زوجها بعد أن كان خالصا لها
وهذا بنص الآية (129) من سورة النساء التي جاء فيها: “وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ”
ويجمع رجال الدين على أن عدم العدل بالمحبة القلبية ليس ظلما للنساء، بل جائز ومسلم به وهذا من قبيل التدليس الصريح وكأن الآية ليست بلغة عربية واضحة أو كأننا كنساء لا نفقه العربية حتى يدلسوا علينا هكذا، فمن الواضح أن الآية تنفر من التعدد وتتحدث عن الحالات الاضطرارية التي انتهى زمانها أصلا بعمل النساء ووجود مؤسسات وطنية تساعدهن
ثم إن اعتبارهم عدم العدل بالمحبة القلبية ليس ظلما للنساء يظهر نظرة احتقارية لهن، وكأن النساء لسن بشرا يمتلكن عواطف أو كرامة بل مجرد جمادات يقتني منها الرجال ما يشاؤون لمتعتهم، لا يهتممن الا فقط بالعدل بالنفقة، فهل يقبل الأزواج الرجال أن تحب زوجاتهم رجالا آخرين مقابل أن تعطيهم بضعة دنانير؟! لا بالطبع، ولكنهم يقبلون ذلك على النساء لأنهم إعتادوا على رؤيتهن كجمادات
ثم هم يتحدثون عن إجازة ظلم النساء بالمحبة القلبية وكأن من يظلم بالمحبة سينصف بالنفقة والمعاملة والمعاشرة أصلا !!
والدليل ما نراه في واقعنا حيث يصدق الرجل أكاذيب زوجته المحبوبة على حساب زوجاته الأخريات، فتدب الغيرة والظلم والأحقاد وتتفكك الأسرة
ظل موضوع التعدد معلقاً بين رجال يتمسكون برغباتهم الجنسية ونساء يطالبن بحقهن الإنساني
وبين هذا وذاك، نسينا أمراً هاماً، بل بالغ الأهمية، نسينا كياناً اسمه الأسرة، وفاتنا أن نسأل: هل التعدد في مصلحة الأسرة، بكامل أفرادها؟
قمت بعمل استبيان لأبناء في زيجات تعددية، وكما توقعت، إجابة واحدة فقط كانت أن التعدد جاء بغرض الإنجاب
فيما رأى البقية أن السبب هو استجابة غير مسؤولة للرغبات الجنسية
وبالرغم من تنوّع الإجابات التي تشرح أسباب التعدد، وجدتُ الإجابة الأكثر واقعية هي: “سبب التعدد هو عدم الوعي بالعواقب المترتبة عليه”
هذا الرد ربما يلخص الكثير من المعاناة
فلا أحد يهتم بمصير الأسرة بعد التعدد، وكمية الظلم والكراهية التي ستفتك بها، الغالبية يفكرون بتحقيق شهواتهم فقط
جاءت العديد من الإجابات تشتكي من غياب الأب: “كأن ما عندناش أب”، “مشفناش أبونا خالص”، “أخويا الكبير كان بالنسبة لي أبويا أكتر من أبويا الحقيقي”.
بينما رأى مبحوثون آخرون أن التعدد أثر عليهم سلباً في النواحي المادية في حياة الأب أو حتى بعد مماته في صورة نزاع على الميراث: “بشق الأنفس استطعنا إكمال تعليمنا”، “اتفوقت في دراستي عشان أبقي بقبض كتير ومحتاجوش”.
أما عن الآثار النفسية، فحازت قدراً لا بأس به من الاستجابات، ربما توجزها هذه الإجابة: “نفسية في الأرض”، أو: “فقدت الإحساس بالأمان”.
هذا بالإضافة إلى بعض الإجابات التي تحدثت عن إصابة أصحابها بالاكتئاب مما حدث للأم: “أهم شيء نفسيه أمي المتدمره المغلوب على أمرها وتحملها فقط العيشة معه لأنها لا تستطع إعالتنا”؛ “حزن أمي الدائم وبكاؤها سراً طوال الليل”؛ “إحساس بالظلم والعجز لما حدث لأمي، اكتئاب”.
ترى المستشارة النفسية #سمر_عبده أن الأولاد يتأثرون بحسب أعمارهم، ففي السن الصغير، نجد الأطفال محملين بمشاعر لا يعرفون مصدرها، وعندما يكبرون، يمكن أن يتحزبوا للأب أو للأم، وهو ما ينعكس سلباً على نفسيتهم ومستوى تحصيلهم الدراسي، ويزيد من معدلات العنف في بعض الأحيان
كل الإجابات السابقة تشي بالألم، إلا أن إجابة واحدة يجب أن تشعرنا بالخطر، وهي: “شعرت برفض للدين لأنه سمح بالظلم والخيانة”
أتمنى أن يقرأ رجال الدين هذه العبارة مراراً وتكراراً، ويفكروا في كيف وصل البعض إلى هذا الاستنتاج؟ وما هو دورهم في ذلك؟ والآن، هل سيساهمون في الاجتهاد، أو على الأقل، يدعون إليه؟ أم الأسهل أن نستسلم لما وجدنا عليه آباءنا ونتهم المخالفين بالكفر والزندقة
للأسف، سؤال يحتاج إلى إجابة عملية ولن تكفي فيه الوعود
كتابة جزء من المقال: #رشا_دويدار على @raseef22
تسأل المرأة أيهما أفضل “يخونك زوجك أو يعدد عليك؟” لفرض التعدد عليها
إن أبشع ما فعلناه بالنساء هو إقناعهن بأن زواج الرجل بزوجة أخرى أفضل من أن يخونها
في كلا الحالتين تعرضت الزوجة الأولى للخيانة
فهل هناك فرق إن كان الزوج قد وثق الخيانة أم لم يوثقها؟
الفرق الوحيد هو أن أثر الخيانة المشروعة أكبر من تلك غير المشروعة، فالخيانة المشروعة يعني عشيقة جديدة تدخل بيتك بمباركة القانون ورجل الدين والمجتمع، تحتل مكانك ومكان أطفالك وتشاركك مصاريف البيت التي غالباً أصلاً غير كافية لك، وتبدأ الكراهية والعداوة فتتفكك الأسر وغالباً تنتهي بالانفصال
إن تعليم المرأة القبول بالخيانة نصب عينيها والتصالح مع ذلك هو أبشع ما تم ممارسته من قهر ذهني ونفسي عليها، فأصبح قهراً ذاتياً تمارسة المرأة على نفسها باسم الشرع
وأكبر دليل على عظم إهانة التعدد لكرامة المرأة هو رفض النبي أن يتزوج علي على ابنته فاطمه، وقوله يؤذيني ما يؤذيها، وفضل طلاقها على زواج زوجها عليها
كما لم يتزوج على خديجة كونها كانت أحب النساء إليه
تقول الفقيهة #عابدة_المؤيد حفيدة الشيخ الطنطاوي:
هكذا، اعتدنا أن نسأل السؤال بطريقة تعطينا إجابة واحدة، تبرر النزوة على حساب الاستقرار، وتضع مصلحة الفرد فوق مصلحة الأسرة، بل وتجعل شرع الله سيفاً مسلطاً على رقاب البعض، وليس أداة لنشر العدل، الذي هو من أسماء الله
وعجباً لذلك السؤال، ومؤلمة تلك الخيارات الصعبة التي توضع فيها المرأة؛ كأن هناك حلين فقط لا ثالث لهما، ويقال لها اختاري بينهما وكلاهما مر، ولو أجبنا من الناحية الشرعية لوجدنا:
1- الإسلام دعا لحل ثالث هو الوسطية
– ففي القرآن “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”
– وهناك من فسر “وجعلناكم أمة وسطاً” بأنها الاعتدال في كل شيء، فعلام نجعل حياتنا “إما أبيض أو أسود؟”
2- ومن العجيب تصوير الرجل وكأنه تغلبه رغباته الآنية، وأنه ضعيف الإيمان ولا يستطيع أبداً الصبر فإما أن يخون، وإما أن يؤذي زوجته بالتعدد (حسب التعبير الذي استعمله النبي)
والحقيقة “رجالنا أقوى من هذا”، وكل هذه التبريرات غير مقبولة، وهذه المعتقدات تقدح بالرجولة، وتنفي أن عقله يتغلب على عاطفته، وتبين أنه لا يتمكن من لجم شهواته، مما يستدعي أن توضع للرجل قيود لكيلا يجرفه هواه
3- وإن هذه الأسئلة مستفزة وتضع المرأة في حالة من الخوف من دخول شريكة، بينما هدف الزواج هو الاستقرار والسكينة
4- ومن الغريب شرعاً وعقلاً أن تكون للرجل زوجة معه بالبيت تعفه، ويفكر بالخيانة؛ في حين جاء بالشرع أن الشاب الخلي من المرأة والذي لا يملك الباءة، أُمر بلجم نفسه ولم يُتوقع منه الوقوع بالحرام، فكيف بالمتزوج؟!
تقول الفقيهة #عابدة_المؤيد حفيدة الشيخ الطنطاوي:
فالتعدد قال فيه الفقهاء نفس الكلام؛ والأفضل عند المذاهب الأربعة “الاقتصار على واحدة” وعللوا “ذلك أسلم لدنياه وآخرته”
ومن المتفق عليه أن تعدد الزوجات قد يصل إلى الكراهة أو التحريم، بحسب مقتضى الحال إذا تيقن الرجل أو غلب على ظنه أن هذا الزواج سيكون سبباً في ظلم إحدى الزوجتين أو كلتيهما فالقاعدة الفقهية نصت على أنه (يدفع الضرر بقدر الإمكان)
والمتخصصون بالأسرة وبعلم النفس ينصحون “الاقتصار على زوجة أسلم لذريتك، وزوجتك أولى بالإعفاف وأولى بالإحسان من امرأة لا تعرفها، وحياة مستقرة أفضل من المغامرة، وإذا كنت تملك المال فزوج فقراء العزاب، وأما المطلقة فلا تحمل همها يتزوجها المطلق، والأرملة لها الأرمل، واعلم وتأكد أن عدد الرجال أكثر من عدد النساء وبالإحصاءات الرسمية”
فعلام ينافح عن التعدد بكل هذه القوة وكأنه فرض، ولا يسمح حتى بتنبيه الناس لما سيترتب عليه من آثار تدمر العلاقات الأسرية؟!
وعلام تترك قضايا أخرى أهم، حذر القرآن من مخالفتها وتوعد لأنها من الكبائر، وهي في نفس سياق وفكرة التعدد، أي فيها حرمان من مقاصد الزواج الأساسية ك:
– تأخير الخلع أو الطلاق، وترك المرأة معلقة سنوات
– عضل البنات عن الزواج من قبل الآباء والإخوة
– تطويل العدة
– وأهم مخالفة والخطأ الكارثي هو “عدم الذود والدفاع عَمَّنْ ظُلمت وقهرت بسبب التعدد”
ذلك أنهم وبعد التشجيع غير المدروس على التعدد، لا نجد من ينافح عن سوء التطبيق والآثار السائدة المترتبة عليه في عالمنا اليوم، مثل: هجر الزوجة الأولى أو الثانية، والتقصير في النفقة، وإهمال تربية الأبناء … فالناس اليوم غير مهيئين لزوجة واحدة.، فكيف باثنتين ولا أكثر؟!
وهكذا يوقعون الأزواج بالمشكلات، وينصرفون لغيرهم، فوجب التنويه، والكلام الصريح؛ لأنه حديث العصر على وسائل التواصل وعلى أرض الواقع
ستقولون “وماذا يفعل الزوج أيام الحيض والنفاس؟”
وأجيب “وما المشكلة بالاستمناء كحل توافقي لكل الأطراف؟”
وماذا تفعل الزوجة التي تكون حاجاتها للعلاقة كبيرة ويعدد زوجها؟ فهو سوف يحرم منها سبعة أيام مدة حيضها، وهي ستحرم منه في طهرها؛ فمن يكفيها ويعوضها؟!
ستقولون “والسفر والبعد”؟
والجواب “ومن يعف الزوجة المحرومة من زوجها؟ خاصة إذا استقر هو بعيداً عنها، وتزوج بغيرها واطمأن؟! وقد نقع هنا بمحظور آخر خطير، هو الخوف من ضعفها هي، فالمرأة لها مشاعر وحاجات، وإذا كان الرجل لا يستطيع التصبر في الحضر وهو يملك زوجة، فيكف ستصبر امرأة حال سفر زوجها؟”
وهذا وللأسف من الأخطاء الشائعة التفكير بحاجات الرجال فقط، وكأن العلاقة حق لهم وحدهم
? التعدد بالإحصائيات:
بحسب التقرير الاحصائي الصادر عن دائرة قاضي القضاة لعام ٢٠٢٠م فإنه:
4724 عقد زواج مكرر (تعدد زوجات) خلال عام 2020
كثير من الأحيان الزوجات قد لا يعرفن بزواج أزواجهن من نساء أخريات
يرتفع تعدد الزوجات لدى الأزواج الأميين وينخفض لدى المتعلمين منهم حيث أفادت 13% من النساء المتزوجات الأميات بوجود واحدة أو أكثر من الزوجات الأخريات لأزواجهن، مقابل 2% فقط من الزوجات المتعلمات تعليماً عالياً وكذلك الحال بالنسبة للأزواج حيث أفاد 0.1% من الأزواج ذوي المستويات التعليمية العالية عن وجود أكثر من زوجة واحدة، مقابل 5% من الأزواج غير المتعلمين
هناك علاقة طردية ما بين التقدم بالعمر وتعدد الزوجات حيث أفادت 7% من الزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 45-49 عاماً أن لدى أزواجهن واحدة أو أكثر من الزوجات الآخريات، مقارنة مع 2% فقط من الزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-29 عاماً
ينتشر تعدد الزوجات في المناطق الريفية (6%) أكثر من المناطق الحضرية (4.1%)
كما أن إنتشار تعدد الزوجات يقل كلما تحسن الوضع المادي للزوجات والأزواج
? حقك بالقانون:
نفسي الاقي فائدة واحدة للتعدد ، اذا هو جاء لأجل اليتامى كما في القرآن فشو لزومه حاليا مع وجود جمعيات للأيتام ووزارات التنمية الاجتماعية ؟ المفروض ينمنع قانونيا لأنه دائما كان سبب دمار وتفكك الأسر والغيرة بين الزوجات والعداوة بين الاخوة
كثير من الفتاوى تحرم على النساء الطلاق بعد زواج زوجها عليها بحجة أنه واجب علبها الحفاظ على تماسك الأسرة !، (شهواتهم ما بتفكك الأسر، بل يهون تفكك الأسر أمام شهواتهم برأيهم، إنما يجب ان تقوم على صبر النساء على خيانة أزواجهن لهن وقهرهن وإذلالهن، منطق ذكوري مقرف)
وفتاوى أخرى تعطي الرجل حق عدم إبلاغ زوجته الأولى بزواجه !
إلا أنه من المهم أن تعرفي أن القانون يلزم الزوج بإخبار زوجته بزواجه
كما أجاز القانون للزوجة الإشتراط في عقد الزواج فإذا لم يف الزوج بالشروط أو أي منها فسخ العقد بطلب من الزوجة ولها المطالبة بكامل حقوقها الزوجية
فقد نصت الفقرة (أ) من المادة 37 على أنه “: إذا إشترطت الزوجة على زوجها شرطاً تتحقق به مصلحة غير محظورة شرعاً ولا يمس حق غيرها، كأن تشترط عليه أن لا يخرجها من بلدها، أو أن لا يتزوج عليها، أو أن يسكنها في بلد معين، أو أن لا يمنعها من العمل خارج البيت، أو أن تكون عصمة الطلاق بيدها، كان الشرط صحيحاً، فإن لم يف به الزوج فسخ العقد بطلب الزوجة ولها مطالبته بسائر حقوقها الزوجية”