🔴 تحدد النسويات الليبراليات السبب الجذري لاضطهاد المرأة في الأنظمة القانونية
حيث يعتقدن أن تبعية الأنثى متجذرة في مجموعة من القيود القانونية والعرفية التي تعيق دخول المرأة الفضاء العام والنجاح فيه، فيسعين للمساواة بين الجنسين من خلال الإصلاح القانوني والسياسي
ويرفضن اعتقاد المجتمع الخاطئ بأن النساء يمتلكن بطبيعتهن إمكانات فكرية وجسدية أقل من الرجال، وبالتالي ميل هذا المجتمع للتمييز ضدهن في المجالات الأكاديمية والنقاشية وسوق العمل
ويتمثل انتقاد التيارات النسوية الأخرى لفلسفة النسوية الليبرالية في تركيزها بشكل مفرط على المساواة مع الرجل ضمن الطبقة الخاصة ذاتها، وتجاهلها لحقيقة أن التحدي الأكبر يكمن في الأساس الثقافي للاضطهاد الجماعي
فكيف يعتبرن أن استقلال المرأة المادي هو طريق حريتها، في حين أن أغلب النساء يجبرن على تسليم أموالهن لذكور عائلاتهن ويعشن في دول لا توفر حماية لهن إن تعرضن للعنف في حال رفضن التنازل عن أموالهن؟!
تركز النسوية الليبرالية على المساواة القانونية بين الجنسين، وقضايا الإنجاب، والعمل والأجر المتساوي وحقوق الإنجاب وإتاحة الإجهاض، والتحرش الجنسي، والتصويت، والتعليم، والتعويض العادل عن العمل، والرعاية الميسورة للطفل، وتسليط الضوء على تواتر العنف الجنسي والمنزلي بحق النساء
أمنا
🔴 يعتقد خطأ أن الراديكالية تعني التطرف، والحقيقة أن الراديكالية هي تعريب للكلمة الإنجليزية Radicalism وأصلها كلمة Radical، وتقابلها باللغة العربية حسب المعنى الحرفي للكلمة (جذر) ويقصد بها عموما التوجه الهادف للتغيير الجذري والكامل للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي
تقول #أنجيلا_ديفيس: “الراديكالية تعني ببساطة فهم الأشياء من الجذور”
🔴 نظرتها العامة:
تحدد النسويات الراديكاليات السبب الجذري لاضطهاد المرأة في العلاقات الأبوية بين الجنسين، حيث يسيطر الرجال على النساء في جميع مناحي الحياة ابتداء من الأسرة وانتهاء بقيادة الدولة
🔴 حولها:
ظهرت النسوية الراديكالية في ستينيات القرن المنصرم، ودعت إلى إعادة تنظيم جذري للمجتمع يتم فيه القضاء على تفرد الذكور بالسيادة في جميع السياقات الاجتماعية والاقتصادية، مع الإعتراف بأن تجارب النساء تتأثر أيضا بالانقسامات الإجتماعية الأخرى مثل العرق والطبقة والتوجه الجنسي
تسعى النسويات الراديكاليات إلى إلغاء النظام الأبوي كجبهة واحدة في النضال لتحرير الجميع من مجتمع غير عادل من خلال تحدي الأعراف والمؤسسات الاجتماعية القائمة
يشمل هذا النضال معارضة التمييز الجنسي للمرأة، وزيادة الوعي العام بقضايا مثل صحة النساء والإنجاب والاغتصاب والعنف ضد المرأة، ورفض الأدوار الجندرية، وتحدي عنصرية الرأسمالية، كما تركز على ذكورية اللغة حيث أشرن إلى ضرورة تطوير لغة جديدة تستطيع النساء من خلالها التعبير عن تجاربهن وأفكارهن ومشاعرهن
لا تهدف النسوية الراديكالية إلى تطوير النظام الأبوي من خلال تغييرات قانونية، بل إلى الإطاحة بالنظام الأبوي تماماً
تؤكد النسوية الراديكالية على أن البطريركية هي أساس التمييز ضد النساء والسيطرة عليهن وتخلق نظام تنميط للجنسين من خلال ثقافتين: واحدة ذكورية مسيطرة وأخرى نسائية مسيطر عليها
لذا فإنها ترفض أي تنظيم إجتماعي أو سياسي موجود بالفعل، لإيمانهن بأن بنيته أسست حتماً على النظام الأبوي، وبالتالي تميل النسويات الراديكاليات إلى التشكيك في أي فعل سياسي متشابك مع النظام الحالي
وفقا ل #شولاميث_فايرستون في كتابه (جدلية الجنس): “يجب أن يكون الهدف النهائي للثورة النسوية ليس فقط القضاء على امتياز الذكور بل على التمييز الجنسي نفسه، فاختلافات الأعضاء التناسلية بين البشر لم يعد مهماً ثقافياً”
للقضاء على النظام الأبوي يجب أن نناضل بشكل أوسع وأعمق ونفهم أن التركيز على جانب واحد من الهيمنة الذكورية لا يساعد على الإطاحة به بل تطور وتخلق طرق أخرى وأساليب جديدة للهيمنة والقمع الذكوري
🔴 نظرتها العامة:
تحدد النسويات الاشتراكيات السبب الجذري لاضطهاد المرأة في الصراع الطبقي
🔴 حولها:
نظرت الماركسية إلى قضية تحرير المرأة في ارتباط وثيق مع تحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والديني، وكما هو معلوم، فان أول بحث رائد في الماركسية حول قضية المرأة هو الذي قدمه #انجلز في مؤلفه (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، والذي نشر لأول مرة عام 1884م
وكانت أهم استنتاجات #انجلز تتلخص في الآتي:
1- النظرة إلى دونية المرأة هي نتاج تطور تاريخي اجتماعي، لا تتعلق بالفروق البيولوجية بين المرأة والرجل
2- المجتمعات البدائية شهدت المساواة بين المرأة والرجل، وكانت العلاقات الجنسية تقوم على الاختيار الحر من الطرفين، كما شهدت تلك المجتمعات حق الأم بانتساب الأبناء لها
3- مع ظهور المجتمعات الزراعية والرعوية والفروق الطبقية والدولة وتركز الثروة في يد الرجال، بدأت تظهر علامات عدم المساواة بين المرأة والرجل، وأصبحت الوراثة من جهة الأب لاستمرار سيطرة الرجل
4- أن الاطاحة بحق الأم كان الهزيمة التاريخية العالمية لجنس النساء، ومن هنا بدأت سيطرة الرجل وهيمنته في المجتمع، وتراجع دور المرأة إلى المنزل، وهذه الهزيمة ارتبطت بانقسام المجتمع إلى طبقات مستغِلة ومستغَلة، وبالتالي يستحيل فصل النساء عن تحرير المجتمع ككل من الاضطهاد الطبقي والقمع
كما أشار #ماركس في مؤلفات متفرقة إلى قضية المرأة على النحو التالي:
1- أن تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة
2- خروج المرأة للعمل مع الرجل لابد أن يصبح بالضرورة مصدراً للتقدم الإنساني ويخلق أساساً اقتصادياً جديداً لشكل أعلى من الأسرة وللعلاقات بين الجنسين، مكان العمل يفتح أمام النساء أوسع الفرص للنضال والتنظيم
3- النضال ضد اضطهاد المرأة مهمة الرجال والنساء وليس مهمة النساء وحدهن، لأن تحسين أحوال العاملات تفيد المجتمع وكل العاملين
4- تحرير المرأة يتطلب ليس فقط دخولها إلى مجال الانتاج الإجتماعي، إنما كذلك إحالة الخدمات من أمثال العناية بالأطفال والمسنين والعجزة إلى المجتمع، كما يمثل إزالة الفوارق الطبقية وتقسيم العمل بين الجنسين شرطاً مسبقاً لبلوغ النساء المساواة التامة
كما أشارت الماركسية إلى أن لقضية المرأة شقها الثقافي والذي يتعلق بالصراع ضد الايديولوجية التي تكرس دونية المرأة والتي كرستها مجتمعات الرق والاقطاع وحتى الرأسمالية التي تعيد انتاج عدم المساواة بين البلدان وبين الرجال والنساء وتجعل من المرأة سلعة وأداة للمتعة والدعارة والإعلان إضافة للقهر الطبقي والثقافي والاثني والجنسي
في إحدى أنفاق القطارات في الولايات المتحدة الأمريكية، انزعجت الشرطة من ارتفاع نسب الجريمة فيها أكثر من أي نفق آخر، حتى اقترح أحدهم تجديد المكان وتنظيفه ومحي العبارات السوقية المكتوبة على جدرانه، المفاجأة أنه لم يعد مسرحا للجريمة
يتحدث بعض العلماء عن الرابط بين نظافة البيئة وارتفاع أخلاقيات سكانها، فمن الملاحظ أن أكثر أماكن السلام في العالم هي تلك الأماكن التي تحتفي بالألوان والورود على مداخل المنازل
المثل العربي السائد: “رجالنا يحمون الأرض والعرض”، والنتيجة هي استغلال النساء والأرض
لاحظ البشر منذ القدم أن جسد المرأة يتصرف كالطبيعة، فالحمل والولادة تشبه الزراعه، والرضاعة تشبه توفير الأرض للغذاء، والدورة الشهرية تشبه فصول العام. ولذلك كانت الآلهة المرتبطة بالخصوبة والأرض إناث، ولا زلنا إلى اليةم نسمي الأرض ب “أمنا”، ونستخدم نفس المصطلحات للتعبير عن كليهما مثل: “خصبة، عذراء، مغتصبة”
وعندما تغزو الجيوش مناطق جديدة أول ما تفعله هو اغتصاب النساء كتعبير رمزي عن امتلاك الأرض والسيطرة عليها
ويعامل المُستعمر الأرض كما تُعامل النساء، فالمستعمر يرى أرضاً تعجبه يستولي عليها، يحدث ذلك عبر اعتبراه الشعوب المستعمرة درجة ثانية، فيقمعهم ويشيئهم ليتملكهم مع أرضهم، وهذا بالضبط ما يحصل للنساء عبر التحرش والاغتصاب والاعتقال المنزلي وجرائم الرفض وتغطيتهن إجباراً واعتبارهن ناقصات عقل وفوضويات ويحتجن إلى السيطرة، في حين يصور الرجال على أنهم يتسمون بالعقلانية، وبالتالي قادرون على توجيه استخدام وتنمية النساء والطبيعة
النسوية الإيكولوجية: هي حركة ناشطة وأكاديمية ترى صلات تشابه بين استغلال النساء وقمعهن والهيمنة على الطبيعة واستغلالها، وتؤكد هذه الفلسفة على الطريقة التي تعامل بها كل من الطبيعة والمرأة من قبل المجتمع الأبوي من هيمنة واستغلال
صاغت اسم الحركة النسوية الفرنسية #فرانسواز_دي_أوبون في عام ١٩٧٤
إن احترام الانسان وحقوقه يبدأ من احترامنا للبيئة، عندما نفهم أننا نتشارك هذا الكوكب مع الكائنات الأخرى من بشر وحيوانات، وعندما ندرك أثر وجوب تعاوننا معا لحمايتنا جميعا من الاحتباس الحراري وغيرها حينها فقط سنكون قادرين على مشاركة الوطن مع كل أبنائه باختلاف توجهاتهم وأجناسهم
وإعتمدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليوم العالمي للمرأة لهذا العام مرتبط بالمناخ
فكأي أزمة تعصف بالعالم فالنساء هن أكثر الفئات تضرراً منها
والتغير المناخي من أعظم الكوارث على الأرض، ومن آثاره على النساء:
🔺 تفاقم ظاهرة تأنيث الفقر:
إذ إنه سيتسبب بأزمات إقتصادية نتيجة شح المزروعات بسبب تدمير التربة أو جفاف الأنهار وشح المياه أو غرق وتدمير الأعاصير لمدن أعتبرت خصبة للزراعة وبالتالي سيكون هناك مجاعات وفي ظل المجاعات آخر ما يمكن الإهتمام به هو حقوق الإنسان، إذ أن الغرائز الأساسية لم يتم تلبيتها فيصبح الأمر أشبه بغابة القوي فيها يأكل الضعيف، خصوصاً أن النساء هن الأدنى أجوراً في العالم والأقل تملكاً للأراضي والاستفادة من الميراث والأقل شمولا في إعفاءات الأزمات، وما حدث في الأردن الأشهر القليلة الماضية من تخفيض الراتب التقاعدي المبكر للمرأة بنسبة ٢٥% ووضع شروط صعبة لإعفاءهن الضريبي لمواجهة الأزمة الخفيفة التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية يثبت أن الدول تضع النساء على سلالم أمان منخفضه عمداً ولا ينظر لهن كمواطنات مستقلات أو معيلات بل كعالة على الرجال وهذا ما تسبب دوماً بظاهرة تأنيث الفقر
🔺 إرتفاع معدلات العنف والإغتصاب ووفيات الأمومة:
طوال تاريخ البشرية كان الاقتصاد والسيطرة على ثروات البلاد هو أحد العوامل الأساسية لاشتعال الحروب
وفي الحروب النساء هن من يدفعن الثمن الأكبر، فالاغتصاب أحد أكبر المآسي التي تعانيها النساء في الحروب، وهو متعلق بالنساء أكثر من الرجال.
أيضا التهجير القسري والعيش في مخيمات من قماش بلا أبواب موصدة يجعل النساء غير قادرات على حماية أنفسهن وعرضة لمخاطر الغرباء
كما أن اللجوء يتسبب في عدم وصول النساء لخدمات صحية مثل دورات المياه أثناء الحيض والنفاس ويصعب من قدرتهن على التحكم في الإنجاب والوصول إلى وسائل منع الحمل والخدمات الطبية الضرورية لإتمام الحمل والولادة ما يرفع من نسبة وفيات الأمومة
كما أن وجود اللاجئين في حالة طوارئ وتوتر يجعلهم أكثر ممارسة للعنف الذي بالطبع سيكون ضحاياه من النساء غالبا، وسيكون من الصعب عليهن الوصول إلى أنظمة الحماية خصوصا في ظل عدم معرفتهن لقوانين البلاد المستضيفة وعادات مجتمعاتها ما يضعهن في عزلة ترفع الخطر حولهن
🔺 إرتفاع معدلات زواج القاصرات:
كما يمكن أن يكون زواج الأطفال إحدى آليات التكيف السلبية التي يتم تبنيها من الأسر للحد من آثار الفقر المدقع
وتؤثر على الموارد الطبيعية اللازمة للنساء والفتيات لكسب العيش ودعم أسرهن
❤ معا لأردن نظيف وآمن، معا لوطن عربي خال من الحروب
كتابة: @emy_dawud
? لا تشجع النسوية على المجتمع الأمومي بل تطالب بالمساواة، الغرض من هذا المنشور لفت النظر إلى القدرات المهدورة للنساء بحجة أنها لا تصلح للقيادة
? لعل من الصعب الفكاك من الشعور بأن معظم المتاعب التي يعاني منها العالم اليوم مردها إلى كثرة الرجال الذين يديرون شؤونه
ولو ترك للنساء زمام القيادة فلربما كنا نتمتع بوضع أكثر أمنا، حسب ما ترى صحيفة كريستيان سينس مونيتر
حتى نستطيع التأكد من هذا بعيدا عن الصفات الجندرية التي غيرت المرأة والرجل واكسبتهم صفاتا غير حقيقية، يجب أن نبحث عن شعوب بدائية لم تختلط في المجتمعات الإنسانية الحديثة وتحكمها النساء
وجدنا ضالتنا في أكثر من مكان:
قبيلة خاسي في مجاهل الهند
قبيلة الموسو على ضفاف بحيرة لوجو الصينية (لا يوجد في لغة هذه القبيلة كلمة أب)
قبيلة تشامبولي الأفريقية (ديانتها عبادة الفنون كالرقص والنحت والرسم)
قبيلة الهيمبا في شمال ناميبيا
قبائل مينانغابو في جزيرة سومطرة في إندونيسيا
لوحظ في هذه القبائل ازدهار البيئة والأخلاق وانعدام الحروب مع الجار، إلا أنه لوحظ أيضا سلب المرأة بعضا من حقوق الرجل، وهما:
١) امتلاك الأراضي والتوريث والسبب يعود إلى كون النفقة تقع على عاتق الأنثى وحدها
٢) حق الأبوة والرعاية حيث لا تهتم النساء بتربية الصبية ويتركون على سجيتهم بعكس الفتيات اللواتي يتم تربيتهن وتجهيزهن لقيادة المجتمع
الغريب في كل هذا أن الرجال سعداء ولا ينوون الثورة على حكم النساء، ربما يعود هذا إلى الرخاء الذي يحيون فيه بعكس المجتمعات الذكورية التي تضطهد النساء وتفتقر مجتمعاتهم إلى الرخاء
? رأي العلم
أظهرت دراسة أعدها معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا عن النساء الرائدات اللاتي يشرفن على الإدارة أنهن يضطلعن بأعمالهن على نحو أفضل من الرجال
وفي دراسة أخرى وجد أن النساء أقل فسادا وأكثر أخلاقا
ويرى العلماء أن الرجال في المعدل المتوسط يبالغون في تقدير معدلات كفائتهم بعكس النساء فبينما يكون الميل إلى الحسم والمجازفة والثقة الزائدة في النفس (وهي سمات ذكورية في الغالب) سببا في إثارة المشاكل, يكون التواضع وروح التعاون (وهي صفات أنثوية) سببا في حلها
وكشفت دراسة أجراها مركز بيو للبحوث أن عامة الناس يضعون النساء في منزلة متساوية مع الرجال أو أعلى منها في سبع من ثماني خصال يرون وجوب توفرها في الزعامات
مثلا سجيتي الأمانة والذكاء اللتين اعتبرتا أهم سمتين من سمات القيادة، تفوقت النساء في إحدى هاتين السجيتين تفوقا يزيد عن الضعف على الرجال
المصادر: لغز عشتار #فراس_السواع، أصل العائلة #إنجلز، العاقل #هراري، نشأة النظام الأبوي #داليرنر
الصور: @wa3ia
كانت المرأة بالنسبة لإنسان العصر الباليوليتي، موضع حب ورغبة، خوف ورهبة في آن معاً، فمن جسدها تنشأ الحياة الجديدة، ومن صدرها ينبع حليب الحياة، وفي دورتها الشهرية تنبع دورة القمر، وخصبها تفيض به على أطفالها هو خصب الطبيعة التي تهب العشب معاشاً لقطعان الصيد، وثمار الشجر غذاء للبشر، تحبل بالبذور وتطلق من رحمها الزرع الجديد.
هي ربة الجنس وسرير اللذة، هي البتول وهي البغي المقدسة، هي ربة الحكمة وهي سيدة الجنون، كانت منشأ الأشياء ومردها.
وكان أفلاطون يرى أنه يجوز للمرأة أن تصل إلى طبقة الحكام كالرجال، ذاك أنه على الحكام أن يحكموا المدينة بعقولهم، والنساء يتمتعن بنظر أفلاطون بالقوى العقلية ذاتها التي يتمتع بها الرجال شرط أن يتربين مثلهم، ولا يحصرون بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال
وكان يركز على أن مجتمعاً لا يعلم ويشغل النساء هو أشبه بإنسان يستعمل يده اليمنى فقط.
لكن تلميذه أرسطو لم تكن لديه ذات النظرة السامية للمرأة كمعلمه أفلاطون
فقد كان يعتقد أنها رجل غير كامل (رجل مخصي) يجب أن يغطى بالطرحة (الحجاب) خجلاً من الآلهة، وفي عملية الإنجاب تكون المرأة سلبية وتتلقى في حين يكون الرجل إيجابياً ويعطي، ولا يرث الطفل بحسب أرسطو إلا صفات أبيه، إذ كان يعتقد أن كل صفات الطفل تكون كاملة في مني الرجل، فالمرأة كالأرض تكتفي بتلقي البذار وجعله ينمو في حين أن الرجل كالفلاح الذي يبذر.
(نظرية أرسطو بكون المرأة سلبية وتتلقى خاطئة علمياً، اليوم نعرف أن المرأة تعطي نصف عدد كروموسومات الطفل تماماً كالرجل)
? وبحسب #جوستاين_غاردر فإن خطأ أرسطو الجسيم برهن على شيئين:
١) لم تكن لأرسطو خبرة بحياة النساء والأطفال
٢) كم هو خطير أن يظل الرجال مسيطيرين تماماً على الفلسفة والعلوم
لقد كان خطأ أرسطو فيما يخص المرأة كارثة، ذاك أن نظريته لا نظرية أفلاطون هي ما ساد حتى القرون الوسطى، وحتى في أوساط الكنيسة التي لم تستند قي موقفها إلى المسيح الذي لم يكن عدواً للمرأة، حتى جاء اللاهوتي توما الإكويني وأدخل نظرة أرسطو الدونية للمرأة في الديانة المسيحية حيث رأى أن نظرة أرسطو تتفق مع ما جاء في التوراة، ولا زالت آثار هذه المعتقدات تنال من النساء حتى يومنا هذا في جميع أنحاء العالم.
وبعدما كانت الكاهنة هي ساحرة القبيلة وشامانها جاءت الديانات التوحيدية ليأخذ مكانها الأنبياء والكتب المدونة، واستبدل الوسيط التقليدي بوسيط مدعوم من الألهة يجري على لسانه كلام الرب لا كلام الأسلاف ووحي الإلهام.
المصدر: عالم صوفي، #جوستاين_غاردر
لقد مر زمن سادت فيه المجتمعات الأمومية، كانت فيه الروحانيات من عمل النساء، فكانت الآلهة إناثاً، وشكلت العرافة وقارئة الفنجان والأبراج حالة إشباع روحية للمرأة مع ذاتها ومع الكون، لأن طبيعة العرافة تشبه طبيعة النساء، فهي باطنية مبنية على الأحاسيس وفكر وجداني يقوم على الاختبار مقارنة بالممارسة الدينية الجامدة والمتحيزة ضدها
كانت المهن الروحانية مهن للنساء فقط، ومع ذلك لم تنشغل بتفريق الناس واضطهاد الرجال بل كانت مهنة العرافة مهنة موحدة
استمر ذلك حتى حصل الانقلاب الذكوري، فتحولت الآلهة لذكور وأصبحت مهنة القسيس والشيخ والحاخام مهنة الرجال حصراً، فحشوها بما يناسب مصالحهم ورفعوا من قدسية هرائهم كثيراً حتى لا يمكن لإحد النقاش فيه، وحاربوا كل من حاول إعادة تفسيره، فطغت الصبغة الذكورية على الأديان، وصنع رجال الدين مئات الأديان والفرق القائمة على تعزيز سطوتهم وسفك الدماء واضطهاد النساء، ما يخالف طبيعة المرأة المفطورة على حب الروحانيات
وتتكلم الأسطورة عن إلهين هما #أبزو و #تيامات كانا وحيدين تماماً لا يشوب صفوهما شائبة حتى أنجبا عدة أجيال كان آخرها #إيا إله الذكاء والفطنة.
الآلهة الجديدة أزعجوا تيامات فما كان من زوجها أبزو إلا أن يستعين بوزيره ليجد له حلاً في مشكلتهما.
اقترح الوزير على أبزو أن يقتل الإله إيا وهذا ما رفضته تيامات رفضاً قاطعاً لأنها لم تكن لتقبل بأن تدمر ما خلقته هي نفسها.
لكن أبزو أصر على تنفيذ رأي وزيره لولا أن الآلهة الجديدة علمت بالخطة وقرروا التصدي لها إذ قام إيا بتنويم أبزو ثم قتله وقيد وزيره
لم تنته القصة هنا لأن تيامات قررت الانتقام لزوجها، وعندما علم إيا بذلك استعان ب #مردوخ الذي وعد بأن ينتصر على تيامات بمدة قياسية شريطة أن يصبح كبير الآلهة وأن يمنح سلطة لا يعلو فوقها سلطة
جهز كل من تيامات ومردوخ أنفسهم للحرب التي انتهت لصالح مردوخ إذ قام بتمزيق تيامات إلى قطعتين، خلق من قطعتها الأولى سماء أما الثانية فقد قسمها أيضاً وأعطاها لثلاثة من الآلهة
وهنا أصبح مردوخ رب الأرباب وكبير الآلهة في السماء.
مما سبق نجد أن قتل (مردوخ) ل (تيامات) هي نقطة التحول في نظرة المجتمعات للمرأة، حيث كان الإنسان القديم يكن للمرأة كل الاحترام والتقدير لشخصها ولكيانها ولأمومتها لكن مع صعود (مردوخ) على عرش الألوهية تحولت مكنونات الإنسان القديم من الاحترام إلى الاستخفاف بالمرأة والتقليل من شأنها كان هذا بالتزامن مع نشوء المجتمع الأبوي المُقلّ من قيمة المرأة حيث سيطر بعدها الرجل اقتصادياً و سياسياً واجتماعياً وتراجع دور المرأة في تلك الأصعدة كلها.
ومن المثير للانتباه هنا ، أن البابليين ، على خلاف السومريين المحافظين على بعض عناصر الموروث الأمومي ، وضعوا مع الآلهة المؤنثة الخالقة ” تيامة ” إلهاً ذكراً ” أبسو ” ثم جعلوا الآلهة الأنثى لاحقا تمثل الشر وهو تغير في طبيعة المجتمع نتيجة دخول الجذريين إلى العراق ، ذوي الحياة البدوية والنظام الأبوي .