Home العنف الجنسي العمالة الجنسية

العمالة الجنسية

by Emy Suzan Dawud

ثبت أن الخلاف حول العمالة الجنسية مثير للجدل بشكل واضح، ويمكن مقارنته بحروب الجنس النسوية (أي النقاشات الحادة حول القضايا الجنسية في أواخر القرن العشرين

يعارض قسم كبير من النسويين والنسويات العمالة في الجنس معارضة شديدة، حيث يعتبرونها شكلا من أشكال العنف ضد المرأة لا يجب أن يتساهل المجتمع معه. من بين هؤلاء: #کاثلین_باري #میلیسا_فارلي #جولى_بينديل، #شيلا_جيفريز #كاثرين_ماكينون #لورا_ليديرر

حيث تتلخص جدالاتهم في 3 نقاط:

🔴 الإكراه:

تقول #باربرا_سوليفان أنه “في المؤلفات الأكاديمية حول العمالة الجنسية، توافق قلة قليلة من الكتّاب على أن الموافقة الحقيقية في العمالة الجنسية أمر ممكن. ويعتقد الغالبية أن الموافقة في العمالة الجنسية أمر مستحيل أو على الأقل غير مرجح، إذ أنها أمر إشكالي بشكل عميق”

بالنسبة إلى النسوية الراديكالية، (وهي التيار الذي تنتمي إليه صفحتنا بشكل أكبر) العمالة الجنسية عادة ما تكون ممارسة جنسية قسرية
ففي معظم الحالات هي ليست خيارًا واعيًا ومحسوبًا، ومعظم النساء اللواتي يصبحن عاملات بالجنس يفعلن ذلك بسبب إجبارهن أو إكراههن من قبل قواد أو المتاجرين بالبشر، أو بسبب قرار مستقل، وعادة ما يحدث ذلك نتيجة للفقر المدقع وقلة الفرص المتاحة لهن، أو نتيجة لمجموعة من المشاكل الجدية، مثل إدمان المخدرات، وأزمات سابقة مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال وظروف أخرى سيئة

والدليل أن النسوة المنتميات إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الأدنى، والنساء الفقيرات، وذوات المستويات التعليمية المتدنية، والنسوة المنتميات إلى الأقليات العرقية والإثنية الأكثر حرمانًا، هن الأكثر استجابة للعمالة الجنسية حول العالم، كما توضح #كاثرين_ماكينون في قولها: «إن كانت الدعارة خيارًا حرًا، لماذا لا تمارسه إلا النسوة ذوات الخيارات المحدودة؟»

كما أفادت نسبة كبيرة من العاملات المشاركات في استطلاعات الرأي أنهن كن يعشن فترات صعبة من حياتهن، وأن أغلبهن يردن ترك المهنة. بحسب هذه الاستطلاعات فإن النساء العاملات في الجنس هن أتعس موظفات العالم وهذا سبب كاف لإيقاف هذا العمل

تضيف #كاثرين_ماكينون بأنه «في العمالة الجنسية، تمارس النساء الجنس مع رجال لم يكن ليمارسن الجنس معهم في حالات أخرى. يشكل المال هنا شكلًا من أشكال الإجبار، وليس مقياسًا للرضا. ويحل محل القوة البدنية في الاغتصاب»

لا يمكن القول بأن أي شخص قد يوافق حقًا على اضطهاده وأنه لا يجب أن يكون لأي شخص الحق في الموافقة على اضطهاد الآخرين. وتقول #كاثلين_باري: «أن الموافقة ليست مقياسًا جيدًا لوجود الاضطهاد، والموافقة على الانتهاك هي شكل من أشكال القمع. لا يُمكن أن يُقاس الاضطهاد عمليًا بدرجة الموافقة بما أنه توجد بعض الموافقة حتى في العبودية، إن كان يمكن تعريف الموافقة على أنها عدم القدرة على رؤية أي خيار بديل»

🔴 الآثار طويلة المدى على العاملات بالجنس:

تقود العمالة الجنسية إلى آثار سلبية جدية على المدى الطويل على العاملات بالجنس، مثل الصدمات، والتوتر، والاكتئاب، والقلق ومعالجة الذات عن طريق استخدام الكحول والمخدرات، واضطرابات الطعام، وخطر أكبر لإيذاء النفس والانتحار، كما أنها ممارسة استغلالية تتضمن امرأة تمارس الجنس مع زبائن غير منجذبة إليهم، وتُعرض النساء بشكل دائم إلى عنف نفسي، وجسدي، وجنسي

وضحت #أندريا_دوركين رأيها قائلة: «الدعارة بعينها إساءة لجسد المرأة. ومن يقول هذا منا يُتهَم بأنه مغفل، لكن الدعارة بسيطة جدًا. الدعارة تسلب المرأة الكثير، فمن المستحيل استخدام الجسد البشري بالطريقة التي تُستخدم فيها أجساد النساء، ويبقى الإنسان نفسه في النهاية، أو المنتصف، أو حتى قبل البداية بقليل. هذا أمر مستحيل. ولا تبقى المرأة مكتملة أبدًا بعده»

إنها شكل من أشكال استغلال النساء وسيطرة الذكور عليهن، وهو نتيجة للنظام المجتمعي الذكوري الحالي، فالعمالة الجنسية سوق قائم على تسخير النساء لخدمة الرجال جنسياً، ما يعني أنها تجسيد للاستلاب الجنسي ضد النساء وذكورية تحتقرهن وتختزلهن داخل أعضائهن التناسلية

والقانون لن يحل المشكلة، يمكن ذكر أبسط مثال على ذلك: فلو أن عاملة تعرضت لعنف ووصلت القضاء ما هو الإثبات أن هذا العنف خلال الجنس لم يكن بموافقتها؟ ولا يمكن دائما تصديق العاملات لأنه من المؤكد أن هذا سيتيح لهن حرية التلفيق والابتزاز ضد رجال ما، لأسباب مادية أو انتقامية

🔴 تفتح الباب أمام كوارث إنسانية:

تؤثر العمالة الجنسية سلباً على كل من العاملات في الجنس والمجتمع ككل، لأنها تعزز وجهات النظر النمطية حول النساء اللواتي يُعتبرن ألعاباً جنسية يمكن للرجال استغلالها وإساءة معاملتها، كما يستحيل أن يخلو هذا الوسط من العنف والتحرش والاغتصاب ضدهن إضافة إلى الاتجار بهن وبأطفالهن، وازدياد معدلات الولادات المجهولة غير الموثقة والأطفال مجهولي النسب الموثقين وارتفاع نسب المصابين بالأمراض الجنسية المعدية الناتجة عن تعدد العلاقات وعشوائيتها
فأحد الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء تهريب الكثير من النساء والأطفال من أفريقيا هو أن الكثيرين لم يُسجَلوا عند ولادتهم، فبالتالي لا يحملون جنسية وهذا يجعل نقلهم عبر الحدود أمرًا سهلًا. تخلق الأعداد الكبيرة للأشخاص المحبَرين على الخروج من البلدان الأفريقية بسبب تهريب البشر تأثيرًا كبيرًا على أفريقيا. لأنه يضعف الاقتصاد أكثر ويزيد من نقاط الضعف التي يترصدها تجار البشر كالفقر ومستويات التعليم المنخفضة

You may also like